بداية لست من الجيل الذى حضر ثورة 23 يوليو 1952، ولكن من الجيل الذى حصد خيرها، فوالدى رحمه الله عليه، استفاد من تأميم الشركات والتحق بأكبر شركة فى القطاع العام، وهو حصاد القرارات الثورية التى اتخذها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أبو الفقراء وناصر المساكين، وبالرغم من أننى لست ناصريا بالمعنى الحزبى، إلا أننا جميعا نعشق الزعيم عبدالناصر حتى ولو كانت أخطاؤه أكثر من مميزاته، والسبب أن الرجل كانت نيته طيبة تجاه وطنه لم يستغل منصبه أو شعبيته فى الثراء الفاحش، كما فعل حسنى مبارك ولم يستغل حب الجماهير له فى رفع عشيرته أو جماعته أو أسرته أو أصدقائه للحكم.
واليوم الخميس، تحتفل مصر والأمة العربية بالثورة الوحيدة التى نجحت فى استقلال مصر، وأعاد كرامتها وتحقيق ثالوث العيش والحرية والكرامة الإنسانية دون ضجيج أو ائتلافات «ثورية»، والكلام الفاضى الذى شاهدناه عقب مظاهرتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 وهى المظاهرات التى أطاحت بنظامى مبار ومرسى، ولكن كان نتاج هذه الإطاحة هو تدهور فى كل الأحوال المصرية أخلاقيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا على عكس ثورة يوليو العظيمة والتى كانت نتائجها على المواطن المصرى أفضل 100 مرة، مما حققته مظاهرات 25 يناير و30 يونيو، لهذا فإننى مؤمن إيمانا كاملا بأنه لا ثورة بعد يوليو ولا زعيم بعد عبدالناصر، وهو العنوان الذى وضعته فى احتفال مصر بالعيد 62 لثورة يوليو 52، وهو نفس العنوان الذى أكرره اليوم بمناسبة مرور الذكرى رقم 63 والتى نحتفل بها اليوم الخميس، وهو الا حتفال الذى أعشقه سنويا باعتبار ما جرى يوم 23 يوليو 1952 هو الذى غير خرائط مصر ورفعنا من دولة محتلة إلى دولة كان يمكن أن تكون قوة عظمى، وهو ما جعل إسرائيل وأمريكا تتحالف ضد مصر فى 5 يونيو 1967، وهى النكسة التى تسببت فى فرملة تقدم مصر، وأعتقد أنه لولا هزيمة مصر فى هذا اليوم الأسود لحقق عبدالناصر تقدما كان من الممكن أن يحول تاريخ مصر وجعلها ضمن الدول المتقدمة، ولكن لا يوجد لو فى التاريخ، ولكن توجد حقيقة وحيدة هى أنه لا ثورة بعد يوليو ولا زعيم بعد عبدالناصر، وكل عام ومصر بخير.
عبد الفتاح عبد المنعم
للمرة الثانية.. لا ثورة بعد يوليو.. ولا زعيم بعد عبدالناصر
الخميس، 23 يوليو 2015 12:07 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة