نصر القفاص

23 يوليو.. روائح مختلفة!

السبت، 25 يوليو 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجحت إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة فى أن تملأ مساحة فراغ ضخمة نعانى منها منذ بضع سنوات.. شعرنا فى احتفالات الوطن بالذكرى 63 لثورة يوليو أن مصر قطعت مسافات طويلة بعيدًا عن التخلف، كما شعرنا بحجم تحديات هذا الوطن، وكيف تعرض لمؤامرات- ومازال- تستهدف درعه وسيفه- الجيش- كما قال متفاخرًا أنور السادات، وبدا لنا جميعًا أننا نعيد اكتشاف الزعيم جمال عبدالناصر الذى تم الإفراج عن بعض خطاباته السياسية الكاشفة.

قبل أيام من احتفال سيضاف إلى قائمة تخليد إمكانيات وقدرات هذا الشعب- افتتاح قناة السويس الجديدة- تابعنا مرورًا وعبورًا تاريخ ثورة 23 يوليو.. وظنى أن أجيالًا أخذتها المفاجأة، وقد تدفعهم إلى إعادة قراءة ودراسة تاريخ وطنهم، فقد عشنا سنوات طوال تهيل فيها الدولة التراب على تاريخها العظيم لصالح كبار الفاسدين، والجهلة العصاميين، والمتآمرين بالفطرة على بلدهم!

كانت التغطية الإعلامية على الحدث الذى يجب أن نفخر ونتفاخر به تفوح منها روائح كثيرة، بعضها ضد بعضها! شممنا رائحة الماضى العظيم، مع رائحة النفاق الرخيص، ولا مانع من رائحة البحث عن اتجاه الريح، وكانت رائحة السذاجة المفرطة نفاذة، أما المرتبكون فلا عزاء لهم، لأنهم دائمًا يفضلون أن يكونوا «فئران السفينة»، وخطورتهم تتجاوز خطورة «التتار الجدد» فيما يسمى «جماعة الإخوان».. ورغم ذلك شعرنا بعظمة مصر كلما كان هناك جيش وطنى قوى وقادر على حمايتها، وشعرنا بقيمة القوات المسلحة كتعبير حقيقى وصادق عن الوطن، فهى كلما كانت متماسكة، يتدافع الشعب للبناء وصناعة الأمل مع زراعة كل أرض فى طريقه بثمار الرخاء.

غاب عن احتفالات مصر بذكرى 23 يوليو وزير ثقافتها المشغول بأزمته مع المثقفين، مع أن أولى وظائفه هى جمع أولئك على كلمة وتحديات الوطن، وغاب وزير الشباب والرياضة المشغول بالبحث عن اتجاه الريح لتدفعه للأمام، كما غاب وزير الصناعة الذى لم يحاول تقديم قطاعه كقاطرة لتلك الثورة، وبالقدر ذاته غاب وزير الزراعة مع أنها ثورة وضعت الفلاح فى صدارة اهتماماتها، وغابت الهيئة العامة للاستعلامات- الغائبة أصلا- فلم تحاول مخاطبة المجتمع الدولى، وغيرهم كثيرون غابوا، لكن الاحتفال استعاد لنا ذكريات الفخر والعظمة والشموخ والتقدير للجيش المصرى الذى يكتفى بحمل الراية ودفع الدم رخيصًا من أجل وطن يستحق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة