للتوهج عنفوان، وثروة مصر الإبداعية فى مجال الدراما تمتلك كامل اللياقة، وتعلن عن هذا الثراء الصارخ، ولكن للأسف تتركز هذه الثروات وبشكل مكثف فى شهر واحد فقط، وكأن العام يختزل فى رمضان دون وجود أفكار إبداعية تواكب معين الإبداع النابض بالبشر لفتح درامى متجدد على فترات متقاربة، حتى تكون لدينا صناعة حقيقية تتيح الفرص لأصحاب المواهب، وتفرض نفسها كمنتج قوى، وتتيح التنافس، ولكن كثرة الأعمال فى شهر واحد يظلم الكثيرين، فهناك إبداعات تسقط أو لا تجد فرصتها فى حظوظ المشاهدة، ومن أبرز الأعمال التى ظلمت «العهد»، و«بين السرايات»، ورغم كثرة الأعمال فهناك حالات توهج واجتهاد فرضت نفسها لمن استطاع المشاهدة. خالد النبوى حاله فنية مختلفة، وأداء عالمى، وتأكيد فى كل مشهد أن موهبته ونجوميته تسبق نجوم جيله بمراحل كثيرة.. غادة عبدالرازق بعيدًا عن تقييم المسلسل غول تمثيل، وتمتلك جرأة غير عادية عادت بها لتأكيد أن ما تمتلكه من موهبة يكفى لأن تؤكد أنها بارعة بجدارة، وأن نجوميتها ليست مختزلة فى كونها أنثى جميلة، فموهتبها وقدراتها أجمل وأبقى.
منة شلبى، الأداء المختلف الذى يجسد بعنوان هادئ أحيانًا، وصاخب أحيانًا أخرى عن مشاعر متناقضة، وعن قوة مختلفة شكل جديد لم تقدمه من قبل، فدورها كان الأصعب، والأداء كان الأروع.. هالة صدقى وكأنها امتلكت سر أسرار الإبداع، فكان توهجها من نوع خاص فى لحظات القوة، وفى لحظات الضعف، وفى حالات الغيرة، كانت تقدم دروسًا خاصة فى الأداء والاجتهاد والتأكيد أنها موهبة فى عز العطاء.. ريهام عبدالغفور موهبة اكتملت ونضجت على نار هادئة، فأصبحت حالة مختلفة ومتميزة، سواء فى دورها فى مسلسل «مريم» أو فى «حارة اليهود».. محمد فراج كان مدهشًا، والأداء كان فى حالة قوة وروعة مبهرة.
جميلة عوض سرقت العيون والقلوب، وكتبت الميلاد والنجومية من أول عمل، فقد كان بريق موهبتها أخاذًا.. شيرين رضا، وصفوة، وأروى جودة كنّ نقاط تميز ووهج خاص فى مسلسل «العهد».. ومؤكد هناك ثروات أخرى أعلنت عن نفسها، وتستحق الإشادة والتقدير، لكن كثرة الأعمال ظلمتها، ولكن إبداعات كثيره تجود بها الدراما تثبت أن الأشكال الدرامية الرديئة ستختفى، وتأثيرها السلبى سينطفئ بالإبداع الحقيقى، وإن عملته الجيدة ستقلل خسائر العملة الرديئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة