رأفت الميهى.. "رجل سينما" حمل مشروعا متفردا فى التجريب والفانتازيا

السبت، 25 يوليو 2015 11:03 م
رأفت الميهى.. "رجل سينما" حمل مشروعا متفردا فى التجريب والفانتازيا الراحل رأفت الميهى
كتب جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المخرج الراحل رأفت الميهى لم يكن مخرجا ومنتجا وكاتبا فقط للسينما لكنه حمل مشروعا متكاملا وكان "رجل سينما" بكل ما تحمله الكلمة من عمق وفلسفة فقد كان صاحب مدرسة متفردة فى السينما المصرية له رؤية فلسفية ونقدية عميقة استخدم الفانتازيا والتجريب فى السينما وخرج عن كل ما هو مألوف ومعتاد فى الكتابة والإخراج.

رأفت الميهى دائما كانت أفلامه تغرد خارج السرب لأنه كان يرصد ويحلل العلاقات المجتمعية بكل تناقضاتها بأسلوب مختلف اعتمد فيه على السخرية وكان جريئا جدا فى تقديم افكاره ويكفى لمن يريد أن يتعرف على سينما رأفت الميهى أن يشاهد ثلاثيته الشهيرة فى السينما التى قدم فيها الأوضاع المتردية والعلاقات المهترئة فى المجتمع وهى أفلام (السادة الرجال وسيداتى سادتى وسمك لبن تمر هندى) ففى هذه الثلاثة تكتشف انهيار القيم والسلوك فى المجتمع.

وعلى سبيل المثل سنجده فى فيلم (السادة الرجال) تناول فكرة التحول الجنسى فعندما شعرت المرأة بظلم المجتمع لها وقهر الرجال قررت التحول لرجل الأمر الذى دفع الرجل أيضا ليلعب نفس دور المرأة ليؤكد الميهى على أن لكل دوره ولكن عليه ألا يقهر الآخر حتى لا تختل قوانين الطبيعة.

أما فيلمه العبقرى (سيداتى آنساتى) فقد تناول موضوع تعدد الزوجات ولم يكن تقليديا فى الطرح فقد بدأ فكرته بافتراض رغبة أربعة سيدات فى الزواج من رجل وليس العكس كما هو معروف وهذا الطرح المختلف للأفكار هو أهم ما يميز المخرج الكبير رأفت الميهى فهو دائما يقلب الاوضاع لكشف الخلل أو يذهب بذهنه للفانتازيا التى تحولت حاليا فى عصرنا لواقع وهذا هو رأفت الميهى الذى كانت أفكاره سابقه لعصره خاصة فيما يخص القيم والسلوكيات والعلاقات الزوجية والأسرية.

أما فيلمه الثالث فى ثلاثيته (سمك لبن تمر هندى) فقد قرر من خلاله تقديم الفانتازيا السياسية من خلال مواطن يتم ملاحقته ومطاردته بدون سبب واضح ليؤرخ لفترة مهمة كان المواطن المصرى فيها بالفعل مطاردا وملاحقا فدائما كان الميهى مشتبكا مع الحدث فى مجتمعه سواء أكان هذا الحدث سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا.

بمناسبة الحديث عن تناوله الحدث فى أفلامه بشكل مختلف سنجده كسيناريست عندما قرر تحويل رواية "شىء فى صدرى" لإحسان عبد القدوس لفيلم سينمائى من إخراج كمال الشيخ، كانت له رؤية فلسفية، ونقطة أخرى مهمة لابد من الإشارة إليها وهى أن أى مخرج يقوم بالتعامل مع رأفت الميهى كسيناريست نجد أفلامه مع الميهى تختلف عن بقية أفلامه الأخرى فهو يكون له بصمة ورؤية تضطر المخرج الذى يتعامل معه أن يسير فى اتجاه أفكاره.

رحم الله المخرج رأفت الميهى الذى قدم للسينما المصرية عددا من الأفلام سيؤرخ بها وستكون مدرسة متفردة كما أنه قدم للساحة عددا من الوجوه الجديدة التى تحولت بعد تقديمه لها لنجوم فى السينما والدراما فهو أول من قدم ماجد المصرى وداليا البحيرى وأحمد رزق وحتى فى تعامله مع النجوم الكبار كان ظهورهم معه له طابع خاص واختلاف فى الشكل والمضمون.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة