محمد الغيطى

محافظ الإسكندرية فاشل بامتياز

السبت، 25 يوليو 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو أن الإسكندر المقدونى، مؤسس المدينة منذ أكثر من ألفى عام «332 ق. م» زارها الآن لمات كمدًا وحزنًا على ما وصلت إليه حالتها على يد المحافظ الحالى الدكتور المسيرى الأمريكانى.. الإسكندرية فخر الإسكندر أصبحت الآن عبارة عن خرابة كبيرة، وجبال من الزبالة تستحق لقب أقذر مدينة فى العالم. الفشل فى إدارة المحافظ للمحافظة تلمسه فى كل خطوة، وأبشع الشواهد تلطم أنفك عندما تدخل منطقة العجمى.. أكوام القمامة فى نهر الطريق حولت نسيم البحر إلى روائح عفنة تخنق العابر مع مياه المجارى، فتشعر أنك تغوص فى مستنقعات، تحاول الهروب منها فلا تستطيع لأن الشوارع أصلًا غير موجودة، نعم ولا تستغرب، فالشوارع والأرصفة تم نهبها جميعًا بفعل بلطجة المقاهى والمحلات التى فرشت أمتار الطريق بالبضائع وكراسى الشيشة، ثم الكارثة الكبرى فى الميكروباصات والتكاتك التى تقف فى عرض الشارع، تحتله وتمنع السير، وإذا عبرت مثلث برمودا المسمى الهانوفيل، ووصلت بمعجزة لمدخل العجمى، وتصورت أنك وصلت لغايتك، ستدخل رحلة أخرى من الجحيم، حيث المدخل مغلق بسيارات «التُمن»، أى سيارات الأجرة الصغيرة مع الحمير وعربات الكارو، وعندما تبحث عن عسكرى مرور واحد فكأنك تبحث عن إبرة فى كوم قش، هنا لا دولة ولا مسؤول، وأتحدى أن يكون السيد المحافظ قد مر بهذه المنطقة، وأتحدى أن يستطيع إذا فكر ومر أن يحتمل رائحة القمامة التى تتراكم على الرصيف، وعلى جانبى الطريق، وكأنها بكابورت أو ماسورة مجارى مفتوحة فى نهر الطريق، ومن مدخل العجمى حتى نهايته عند شهر العسل، فهذه رحلة جحيم أخرى تستغرق عدة ساعات، وإذا تركت العجمى وذهبت إلى كورنيش الإسكندرية الذى كان مثالًا فى الجمال أيام عبدالسلام المحجوب فإنك ستجد العشوائيات تتحدى بحر ربنا، والقمامة على الرصيف، وبائعى كل شىء يحجبون البحر فى منظر لا يوجد إلا فى بومباى، أفشل مدينة فى العالم، وإذا قررت الخروج من المدينة برمتها، وأخذت تبحث عن مهرب أو طريق، نادمًا إنك فكرت فى زيارة المدينة التى كانت عاصمة مصر عدة قرون فسوف تصدم لأنه لا توجد علامات طريق أو يفط تدلك على الخروج، وقد فكرت فى الهروب إلى الطريق الدولى الساحلى، وكان الليل قد أسدل ستائره، وفوجئت بالظلام الدامس، حيث الأعمدة مزروعة كخيال المآتة، والطرق كلها حفر، والكبارى بلا يافطة واحدة تدلك كيف المسير.

الأخ المحافظ شغل نفسه بهجوم الصحفيين ومنعهم من دخول المحافظة، لأنه يعلم أنه لا يصلح، وأن الخدمات وصلت فى عهده لما يعرف بالإدارة الفاشلة، أما الملفات الأخطر التى تمثل تحديًا لأى محافظ للثغر فحدث ولا حرج، عندك ملف المبانى الأثرية متخم بالفساد، وكل يوم نسمع عن فيلا تهدم فى ظلام الليل والمحافظ نائم.. ملف العمارت الآيلة للسقوط التى تمثل نسبة كبيرة من عمارات الكورنيش المخالفة، لم يحرك فيها ساكنًا فى انتظار كارثة أخرى لا قدر الله، أما البطالة التى وعد المحافظ بالقضاء عليها فقد زادت فى عهده أضعافًا لفشله فى إعادة افتتاح المصانع المغلقة.. للأسف الإسكندرية صارت مدينة طاردة رغم أنها مؤهلة بموقعها وتاريخها وإمكاناتها لتحتل المكانة الأولى سياحيًا، ولو أن المحافظ يعلم مكانتها لأعاد رونقها واهتم بآثارها، لكنه للأسف لا يعى الكرسى الذى يجلس عليه، وأحزننى أن أجد تمثال «عروسة البحر» الذى ظل عقودًا فى موقعة على الكورنيش قد اختفى من مكانه منذ أن غطاه الجهلة السلفيون أيام مرسى، أما عن وجه المدينة الفنى والثقافى فقل عليه يا رحمن يا رحيم. أنا لم أزر المدينة منذ أيام محافظها السابق طارق المهدى، وعندما وجدت بعض المثقفين الإسكندرانية أطلقوا حملة لإقالة محافظها الحالى قلت حرام سيبوا الراجل يشتغل، ثم احكموا عليه، لكن بعد زيارتى الأخيرة التى تعمدت فيها الذهاب للأماكن التى أعشقها، ومنها المكتبة والمتحف الرومانى والكورنيش وبحرى، حزنت على معشوقتى التى كانت شابة فتية جميلة تخلب الناظرين، وتحولت على يد المحافظ الأمريكانى إلى عجوز شمطاء منفرة قذرة لا تحتمل النظر إليها، بل إنك تسرع بالهرب منها لكآبة المنظر.. السؤال: كيف ينام المسؤول الأول عن المدينة؟ وهل ضميره معه أم أنه هرب مثل جمالها إلى غير رجعة؟، والله حرااااام.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة