سعيد الشحات

أعداء تقارب مصر وإيران

الأحد، 26 يوليو 2015 07:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«المعركة تدور حاليا فى مصر حول ما إذا كان ينبغى الانفتاح على إيران، والرئيس السيسى يستمع ويهتم ولكن هناك محاولات هائلة لكى لا يحصل التقارب أو الانفتاح».

الكلمات السابقة هى للكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حواره مع جريدة السفير اللبنانية، أجراه رئيس تحريرها طلال سليمان، ونشرته الزميلة «الشروق» بالتزامن فى عددها الصادر أمس، وتفتح الباب أمام السؤال عن الأطراف التى تقود محاولات الإبقاء على بؤس الحال فى العلاقات المصرية الإيرانية، وذلك منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979.

لا يسمى الأستاذ هيكل هذه الأطراف، ولا يشير إلى ما إذا كانت «خارجية» أو «داخلية»، وإن كان من المفهوم أن أطرافا خليجية وبالتحديد السعودية هى التى يهمها أن يبقى الحال على ما هو عليه بين القاهرة وطهران، كما أن أمريكا تريد أيضا إبقاء الحال على ما هو عليه، ولا يعنى التوقيع على الاتفاق النووى بين إيران والدول الست الكبرى أن واشنطن تسمح بانقلاب كامل فى طبيعة العلاقات الإقليمية فى المنطقة بما يؤدى إلى تقارب مصرى إيرانى، خاصة إذا كانت طهران لا تتنازل عن رؤيتها لإسرائيل كعدو بغيض وكيان غاصب، وهى تترجم هذا الرأى فعلا وقولا.

بالطبع فإن للأطراف الخارجية التى تعرقل العلاقات المصرية الإيرانية أعوان فى الداخل، وهم منتشرون فى كل القطاعات، منهم رجال أعمال متنفذون يتبنون آراء تساند مصالحهم الخاصة، وسياسيون مؤثرون، وإعلاميون يصنعون رأيا عاما، ورجال دين يصعدون إلى منابر الخطابة فى المساجد ويتحدثون فى برامج بالفضائيات، وهؤلاء ما زالوا سكارى بالعداء بين الشيعة والسنة من الناحية الدينية، وهى نفس الحالة التى عليها السلفيون بمختلف تنويعاتهم، فهؤلاء لا يكرهون أحدا قدر كرههم للشيعة وإيران، ولا يحيدون عن هذه الكراهية أبدا، ولعبوا الدور الرئيسى فى تخريب العقول بترديد مفاهيم دينية خاطئة فى العلاقات بين الشيعة والسنة، وصدروا هذه المفاهيم إلى المصريين باعتبارها من الثوابت الدينية، وكأنها تتساوى مع أركان الإسلام الخمسة، وكان ذلك يحدث بتشجيع ورعاية من أصحاب المصلحة فى مجالات البيزنس والسياسة والإعلام.

الحصيلة من كل ما سبق أننا أمام مراكز ضغط خارجية وداخلية لها مصلحة فى إبقاء الحال على ما هو عليه بين مصر وإيران، فهل ستنجح فى ذلك ونخسر ورقة رابحة للمستقبل؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة