فإلى نص المقال الذى حصل اليوم السابع على نسخة منه..
وقال ما شياو لين فى مقال: إن فى أوائل شهر يوليو الجارى اندلعت مظاهرات فى مدينة إسطنبول التركية احتجاجا على تقرير "سوء معاملة الحكومة الصينية لمسلمى الأويغور" المزعوم، ونصحت السفارة الصينية لدى أنقرة عقب ذلك المواطنين الصينيين المسافرين إلى تركيا بتوخى الحذر من المظاهرات وعدم الاقتراب من المتظاهرين. فقد تعرض مجموعة من السياح الكوريين الجنوبيين الذين اعتقدوا خطأ بأنهم من الصينيين للهجوم أمام أبرز المعالم السياحية قصر توبكابى، كما تعرضت بعض المحال والمطاعم الصينية للتحطيم.
إن تلك المظاهرات الاحتجاجية المناهضة للصين جاءت بسبب تقارير غربية كاذبة حول معاملة الصين للمسلمين من قومية الأويغور، التى تعيش بكثافة فى منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم، وتم الإدعاء فيها بأن الحكومة منعتهم من العبادة والصيام خلال شهر رمضان المبارك. وانتشرت مثل هذه الأخبار والتقارير العارية عن الصحة على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعى منذ دخول شهر رمضان، مما أثار غضبا عارما واتهاما شديدا لدى بعض الناس على منع الحكومة الصينية الجماهير المسلمة من الصوم فى رمضان.
ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما، حيث تفيد الأنباء بأن حكومة منطقة شينجيانغ عقدت اجتماعا خاصا قبل رمضان من أجل توفير كل الضمانات والتسهيلات لممارسة المسلمين الشعائر الدينية، كما دعت وزارة الخارجية الصينية المواطنين المسافرين إلى الدول الإسلامية إلى الاحترام الكامل للعادات والتقاليد الدينية فى هذا الشهر المبارك. وفى عيد الفطر المنصرم، شارك حاكم شينجيانغ أهل قومية الأويغور فى قضاء العيد وتناول وجبة الإفطار فى إحدى المدارس الدينية فى مدينة أورومتشى حاضرة شينجيانغ. وأدلى كثير من المواطنين المسلمين فى شينجيانغ وغيرها من المناطق الصينية بشهادات أمام وسائل إعلامية صينية وأجنبية على أن حريتهم فى الصوم لم تتعرض لأى تقييد من قبل الحكومة الصينية.
وتجدر الإشارة هنا إلى حقيقة هامة، هى أن اليوم الخامس من يوليو قبل ست سنوات قد شهد أعمال شغب شرسة فى شينجيانغ وأدت إلى مصرع 197 شخصا، لذا، لم يكن مفاجأة أن استغل بعض المتطرفين المقيمين فى تركيا هذه المناسبة بغية إحداث الفوضى فى نفس الفترة، خصوصا بعد أن انتشرت تقارير كاذبة عن "حظر الصوم الرمضانى".
لم تكن هذه الإدعاءات إلا إشاعات مغرضة لتقويض الوحدة الوطنية الصينية وتشويه صورة الصين، وذريعة قريبة فى المتناول لجأت إليها عناصر متطرفة لعرقلة المبادرة الصينية لبناء "الحزام والطريق"، التى ستدفع العلاقات بين الصين والدول الإسلامية ومنها تركيا بدون شك.
بالإضافة إلى ذلك، قد لاحظ المراقبون أن أحد أسباب اندلاع المظاهرات المناهضة للصين فى اسطنبول يرجع إلى التغيرات على البيئة السياسية الداخلية فى تركيا، حيث راجت الأفكار القومية حتى أصبح حزب العمل القومى اليمينى المتطرف ثالث أكبر حزب فى تركيا فى انتخابات شهر يونيو الماضى.
ينبغى على حزب العدالة والتنمية الحاكم الذى يتبع السياسة الدينية المحافظة، تحمل المسئولية إلى حد كبير عن تنامى الشعور الدينى المتطرف فى الداخل، وصعود نفوذ حزب العمل القومى الذى اعتبر من المنظمات الرئيسية وراء المظاهرات المناهضة للصين فى إسطنبول.
يعيش فى تركيا حاليا أكثر من 200 ألف مواطن صينى من قومية الأويغور، الذين تتعامى الحكومة التركية عن مشاركة بعضهم فى النشاطات المناهضة للصين، على الرغم من إعلانها بشكل علنى عن عدم رضاها مما سيصنع الشقوق على العلاقات الصينية التركية التى حافظت على الاستقرار طوال السنوات الماضية.
تشترك الدولتان فى التعاون الوثيق فى الشؤون الدولية والإقليمية باعتبارهما من أعضاء مجموعة الـ20. وقد أصبحت تركيا قبل عامين عضوا شريكا فى الحوار لمنظمة شانغهاى للتعاون التى تعتبر الصين من مؤسسيها، وقررت فى مارس الماضى شراء الأنظمة الدفاعية الصاروخية الجوية الصينية "العلم الأحمر-9"، وفوق ذلك كله، من المتوقع أن ترتفع الزيارات الرفيعة المستوى بين الدولتين إلى ذروة جديدة فى العام الجارى.
لذا، على الحكومة التركية ألا تقف مكتوفة اليدين أمام المتطرفين المناهضين للصين، ولا ينبغى أن تكون العلاقات الثنائية بين الدولتين رهينة للإشاعات المغرضة، ذلك لأن هذه العلاقات تخدم فى المقام الأول المصالح العليا للدولتين والشعبين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة