سعيد الشحات

تأميم قناة السويس

الإثنين، 27 يوليو 2015 07:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تفصلنا أيام قليلة عن افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، الذى يأتى قريبًا من ذكرى تأميم القناة التى مرت أمس، وبقدر ما سيكون المشروع الجديد مصدر فخر وعون عظيم لمستقبلنا، فإن يوم 26 يوليو 1956 وهو اليوم الذى أعلن فيه جمال عبدالناصر تأميم القناة كان يوما فارقا فى تاريخ مصر والمنطقة العربية والعالم بأسره، فكيف كان؟ ومن هم الأبطال الذين صنعوا هذا الحدث العظيم؟

ولنبدأ الحدث من يومه حيث احتشد الآلاف فى ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية لسماع خطاب جمال عبدالناصر يوم 26 يوليو 1956، وترقب العالم كله ماذا عنى بكلمته «موتوا بغيظكم» التى وجهها قبل يومين إلى أمريكا ردا على قرارها بسحب تمويلها لـ«السد العالى».

كانت وقائع اليوم كثيرة قبل بدء «عبدالناصر» لخطابه، وتأتى بالتفاصيل فى كتاب «قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا» للمهندس عبدالحميد أبو بكر، الرجل الثانى فى قيادة المجموعة التى قادت عملية التأميم، وتشمل كل ما يتعلق بالقرار التاريخى الذى يعتزم عبدالناصر إعلانه وهو تأميم القناة، فالمجموعة التى ستتولى عملية التأميم بقيادة «محمود يونس» أعدت خطتها بسرية كاملة وحرفية هائلة، وشملت أماكن التنفيذ كل مواقع القناة فى بورسعيد والسويس والإسماعيلية ومكتبها الإدارى فى «جاردن سيتى»، وقبل الخطاب بساعتين استدعى عبدالناصر مجلس الوزراء وأعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو للاجتماع، وأبلغهم بالقرار فانقسم المجتمعون حوله، وانتهى الاجتماع بقول عبدالناصر لهم: «أريد أن أكون منصفًا لكم جميعًا، فأسجل هنا أننى أتحمل مسؤولية قرار التأميم، وللشعب المصرى والتاريخ أن يحاسبنى عليه، فلست أريد لأحد منكم أن يتحمل مسؤولية قرار خطير لم يعرف به إلا قبل إعلانه بوقت قصير».

كانت الساعة الثامنة والنصف مساء وقت أن بدأ عبدالناصر خطابه التاريخى الذى استغرق ثلاث ساعات، وأنصت إليه العالم، وشمل شرحا وافيا لقصة مصر مع القناة منذ حفرها بسواعد المصريين الفقراء، وسيطرة فرنسا وبريطانيا عليها، وكانت كلمة «ديلسبس» فى الخطاب هى كلمة السر المتفق عليها لبدء تنفيذ عملية التأميم فور نطق عبدالناصر بها، يقول أبوبكر: «خشى عبدالناصر أن تفلت كلمة السر من أسماعنا، فأخذ يكرر اسم (ديلسبس) أكثر من مرة، كرره 17 مرة، بلا ضرورة فى بعض الأحيان، ليتأكد أننا تلقينا الإشارة المتفق عليها، غير أننا كنا قد سمعنا تماما، بل إننا تلقينا الإشارة من أول مرة نطق فيها اسم (ديلسبس) وكانت الساعة حوالى العاشرة مساء».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة