د.ماجد كمال بدروس يكتب: الصعيد وموسم الهجرة إلى الشمال

الإثنين، 27 يوليو 2015 10:17 م
د.ماجد كمال بدروس يكتب: الصعيد وموسم الهجرة إلى الشمال مشاكل الصعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصعيد مهد الحضارة الفرعونية بجلالها وعظمتها وأسطورتها، إنه شمس مصر التى لا تغيب، إنه نبع الحضارة الفرعونية على مر العصور كان الصعيد لؤلؤة تاج مصر المشعة شهد ميلاد حضارة راقية علمت العالم معنى كلمة حضارة، فى أقصى الجنوب فى إقليم مصر العُليا، حيث تقبع أسوان والنوبة بلاد الذهب، حيث جزيرة الفنتين وفيلة وهناك أيضًا معبد أبو سمبل الأسطورى، ثم الاُقصر ومعبد الكرنك المهيب ووادى الملوك والملكات، وقنا حيث معبد دندرة الشاهد على العصر البطلمى. وسوهاج حيث معبد أبيدوس أو العرابة المدفونة كعبة المصريين القُدماء يحجون اليها لزيارة الإله أوزوريس، أسيوط وحضارة دير تاسا وأثار مير وريفا، المنيا والأشمونيين وتل العمارنة وتونة الجبل، بنى سويف حيث العاصمة القديمة إهناسيا ولا ننسى هرم الفرعون سنفرو ميدوم، والفيوم ومدينة نارموثيس ومدينة ماضى.

ولنستثنى الجيزة من هذا التصنيف نعم هى محافظة من محافظات الصعيد ولكن بسبب مجاورتها للقاهرة اختلف واقعها. يعانى الصعيد من التهميش والنسيان لدرجة أصبح يُضرب به المثل أصبح الصعيد موطن هش لأهله مُنعدم الامكانيات مُنعدم أسلوب الحياة منعدم الحياة ذاتها أصبح كالعضو الميت. تتعاقب الحكومات والأنظمة المختلفة ويبقى الصعيد فى طى النسيان كصفحة فارغة فى كتاب الوطن، تتوالى الوعود بالتطوير والتعمير وإنشاء بنية تحتية ومصطلحات عفى عليها الزمن كرفع مستوى المعيشة ولكن كل هذا سراب.

أن تعيش فى الصعيد كمن يحكم على نفسه بالإعدام ولكن لا يستطيع تحديد اليوم وما أسوء الانتظار، الصعيد بنية تحتية مهدمة هذا غير صحيح لانه لا توجد بنية اصلا ً مشروعات وهمية لا تستوعب شباب شارع واحد فى قرية قمة التدنى فى الخدمات أن وجدت اصلا ً. لا يذكر الصعيد فى شاسة التلفزيون الا فى حملة تبرعات على غرار اكفل اسرة فقيرة فى الصعيد، هانجمع ونشترى بطاطين للاسر المحتاجة وغيرها من الاعلانات المهينة المذلة. وكيف يتمنى الصعيد ذلك ؟ وهو ملقى بعيدا، إننا لسنا فى عصر الفراعنة الذين وضعوا عواصمهم هناك اننا فى زمن "القريب من العين قريب من القلب"، ولأن الجميع يحب أن يكون قريبا من القلب طبعا بدأ موسم الهجرة إلى الشمال ليس إلى كهجرة مصطفى سعيد - بطل رواية العبقرى الطيب صالح - إلى أوروبا، ولكن الهجرة هنا إلى القاهرة والجيزة والمدن الكبرى اقتصاديا ومعه تزداد معاناة العاصمة نعم تستحق ذلك، لأن لا أحد يعانى وحدة الكل يدفع ثمن الأخطاء وتتراكم العشوائيات على أطراف القاهرة ليس هذا فقط بل تنفجر المدن انفجارا، أضحت شوارع القاهرة جراجا مفتوحا والقادم أشد وستنهار العاصمة والقاهرة الكبرى هذه ليست نظرية لكنه واقع. ولكن يبقى الأمل موجود طالما وجدت الإرادة والحلول الجذرية السريعة وليس المتسرعة الحل يكمن فى المشكلة ذاتها لنتسأل لماذا الهجرة ؟ الرد لعدم وجود مصدر رزق أو عمل إذا لنخلق فرص العمل نعم الوضع صعب، ولكن ليس بمستحيل مع توافر الأيدى العاملة والحل الأصعب وهو الفيدرالية نعم الفيدرالية أراك منذهلا وتتهمنى بأشياء غير حقيقة نعم اُريد تقاسم السلطة مع السلطة المركزية وكل محافظة تصبح ولاية ألا تعلم أن الحكم الفيدرالى هو الأوسع انتشارا والأنجح عالميا ألا ترى أمريكا وروسيا وألمانيا والإمارات وكندا وغيرها من الدول الكبرى أنها دول فيدرالية وناجحة إلى أبعد حد ويبدو أن هذا سيكون الحل الأقوى فى ظل الإهمال شبه المتعمد من السلطة المركزية المتحصنة داخل أسوار القاهرة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة