فى عام 75 عندما قام الرئيس السادات بإعادة افتتاح قناة السويس بعد إغلاق استمر 8 سنوت عقب حرب يونيو 67 وحرب أكتوبر 73، كان العالم كله يتحدث عن تلك اللحظة التاريخية بإعادة افتتاح أهم ممر ملاحى فى العالم، وحشدت الدولة أجهزتها الإعلامية والثقافية لتوعية الرأى العام فى مصر بأهمية الحدث لمصر والعالم، وتفاعل الشعراء وكبار الفنانين مع إعادة افتتاح القناة مرة أخرى كرسالة سلام للعالم وإعلان انتصار مصر وقدرتها على حماية حركة النقل البحرى عبر القناة التى لم يكن مر على تأميمها سوى 20 عاما.
الآن ونحن على بعد أيام قليلة من افتتاح قناة السويس الجديدة، المعجزة المصرية الجديدة، أشعر بأن التفاعل ليس بحجم الحدث والإنجاز، وأن بعض الناس تتعامل معه وكأنهم فى انتظار مباراة كرة قدم لمصر فى نهائى كأس أفريقيا، بمعنى أنه حدث ويمضى دون معرفة وإدراك أهميته الاستراتيجية، والبعض الآخر من فئة النخبة يستكثر الفرحة وتأييد المشروع الضخم وينتظر الفشل له، حتى يظهر الشماتة المريضة فى عمل تكاتف والتف حوله ملايين المصريين بالأفعال وليس الأقوال والاحتفالات فقط.بالطبع هناك فئة غير المصريين الذين يهاجمون المشروع ليل نهار فى قنوات الكراهية والحقد وأطلقوا عليه «شو السيسى»، هؤلاء هم الذين فى قلوبهم مرض ولن ينفع معهم أى علاج لإعادتهم للطبيعة البشرية ولبعض الانتماء الوطنى.
السؤال هنا: هل هناك تقصير ما للاحتفاء والاحتفال بهذا الإنجاز العبقرى للمصريين، وبتلك اللحظة التاريخية التى لا تقل فى أهميتها عن افتتاح القناة الأولى فى عهد الخديوى إسماعيل.حتى الآن، وقبل 10 أيام من افتتاح القناة الجديدة ليس هناك الاهتمام الكافى بالحدث إلا فى بعض القنوات الفضائية، لكن ماذا عن باقى وسائل الإعلام وأجهزة الدولة الأخرى، أين الحدث فى مراكز النيل وهيئة الاستعلامات المنتشرة داخل محافظات الجمهورية، أين قصور الثقافة والندوات والمؤتمرات التى من المفروض تنظيمها للشعب المصرى بكل فئاته لتوعيته وإعلامه بحجم ما فعله فى القناة الجديدة؟
هناك تقصير من بعض جهات الدولة الرسمية وعلى رأسها وزارة الثقافة وهيئة الاستعلامات والأجهزة المحلية فى الاهتمام بالحدث التاريخى لافتتاح القناة الجيدة، ومازالت هناك فرصة ليشمل الاحتفال كل محافظات مصر بشرط أن يتحرك الجميع فى منظومة واحدة وشاملة.