للشيخ يوسف القرضاوى سبعة أبناء، أربع بنات وثلاثة ذكور، أرسلهم جميعا للدراسة فى الجامعات الأوروبية والأمريكية، ماعدا عبد الرحمن الحاصل على ليسانس الشريعة من جامعة قطر، وله أحفاد كثيرون ينعمون برغد العيش، ويعيشون جميعا فى القصور والمنتجعات، ولهم أرصدة وممتلكات توفر لهم عيشة الملوك والأمراء، والمؤكد أنه لم يفكر يوما أن يرسل بعض أولاده وأحفاده «للجماعة» لتلف حول خصرهم ديناميت، وتأمرهم أن يفجروا أنفسهم فى «تجمعات النظام الفاجر» حتى لو نتج عن ذلك «خسائر فى صفوف المدنيين» كما يقول فى آخر فتاويه، فأولاد الفقراء والشباب الذين يغسل أمخاخهم، هم فقط وقود آرائه الدموية، وليس مهمًا عنده أن تتناثر جثثهم فى الهواء قطعا صغيرة، ولا أن يسقط أبرياء ليس لهم ذنب.
«تجمعات النظام الفاجر» الذين يفتى القرضاوى بقتلهم فى عمليات انتحارية، هم خيرة شباب مصر من أبناء القوات المسلحة والشرطة، الذين يضحون بحياتهم دفاعا عنا وعن وطنهم، بعضهم استشهد وهو صائم ويؤدى صلاة المغرب، وأثناء تشييع جثامينهم يصرخ آباؤهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأولادهم وأهاليهم المكلومون «لا إله إلا الله الشهيد جبيب الله»، نعم حبيب الله لأنه يدافع عن وطنه وماله وعرضه، والقتلة إرهابيون جاء بهم القرضاوى وجماعته من ميادين الإرهاب وسفك الدماء وجز الرقاب، ليس لهم دين ولا وطن ولا رسالة، إلا تفكيك الدول وتشريد الشعوب.
أرسل أولادك وأحفادك أنت وجماعتك أيها القرضوى إلى التهلكة، وقدم لهم القدوة والمثل والمبادرة، وزين خصورهم ورقابهم بأكاليل المتفجرات، ولا تعبث بعقول الشباب بالجنة التى تزعم أنك تمتلك مفاتيحها، فأنت لا تقبض إلا على أحجار جهنم، ولا تضحك عليهم ببنات الحور فى الآخره، وأنت تمتع نفسك فى الدنيا ببنات فى عمر حفيداتك، وشبابنا يزينون صدورهم بالعلم والإيمان، وليس المتفجرات وقنابل المسامير، واعرف جيدا أن قلبك مات منذ زمن طويل، ويبعث من قبره بشائر الموت والفناء، وأن روحك ترفرف فوق داعش والنصرة وبيت المقدس وألوية سيناء، وترقص طربا كلما قُطعت الرقاب وسالت الدماء وسقط الضحايا الأبرياء.. ولتعلم جيدا أن هذه الأرض الطيبة، كانت وستبقى مقبرة الغزاة والطامعين.