رئيس جامعة الأزهر: داعش تمثل خطرا على البشرية بأكملها

قال الدكتور عبدالحى عزب رئيس جامعة الأزهر،إنه لا يمكن فى الإسلام أن تقوم دولة إسلامية تهاجم باقى الدول، مؤكدا أن الدولة الإسلامية التى أنشأها الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- هى نظام لإعمار الأرض بالتعاون بين الناس، وهى دولة قائمة على التعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود، ولهذا فإن داعش هى أبعد ما تكون عن مفهوم الدولة الإسلامية.

وأضاف خلال حواره مع صحيفة "البريوديكو" الإسبانية، أن ديننا يحرم قيام أى دولة على الإرهاب والعنف. فأركان الإسلام خمسة بالنسبة للمسلم: الشهادة، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج. وهناك مقاصد أخرى فى الإسلام تتعلق بالبشرية كلها، أولها حماية الدين، فالإسلام يأمر بحماية كل الأديان، ولكن هناك بعض المسلمين للأسف يعتقدون - بسبب جهلهم – أن المطلوب حماية الدين الإسلامى فقط، وهذا ليس صحيحا، فالإسلام قد أوضح الحرمة المطلقة للإكراه فى الدين، ويؤكد على وجوب حماية النفس البشرية. ويحرم القتل، "فإذا مات جميع الناس فمن سيعبد الله؟".

وعن رأى المسلمين فى وحشية داعش، قال "إن الإسلام برىء من هذه الاتهامات، فديننا يحرم قطعا هذه الأفعال، ولهذا فإنه إذا فعلها شخص ما فإن الدين لا يتحمل مسئوليتها، مشيرا إلى أن هناك شيوخا وعلماء يبيحون هذه الأفعال وهؤلاء بعيدون كل البعد عن الدين الحقيقى".

وأوضح رئيس جامعة الأزهر، أن داعش تمثل خطرًا على البشرية كلها، وليس على الإسلام فقط، لافتا إلى أن كل الدول تحت خطر داعش، حيث إن أطماعها ليست لها سقف، فبعد الاستيلاء على البلاد الإسلامية سيطمحون إلى الاستيلاء على بقية العالم، فهم يظنون أن مبدأ الخلافة يعطيهم الحق فى إلغاء الحدود بين الدول. وإذا كانوا لا يحترمون الدول الإسلامية، فهل سيحترمون الدول الأخرى؟!

ووجه عزب حديثه للشباب المسلم فى إسبانيا والذى قد يجد نفسه منجذبا لداعش، أن عليهم أن ينتبهوا وأن يبتعدوا عن هذه الفتنة المسماة بالدولة الإسلامية، لأنها تخدع هؤلاء الشباب ويقعون فى فخها. فهؤلاء الأشخاص يجهلون حقيقة الثقافة الإسلامية.