فى 8 سنوات زار الرئيس الأمريكى باراك أوباما القارة الأفريقية 3 مرات، الأولى كانت لمصر وغانا عام 2009، وبعدها بأربع سنوات كانت زيارته الثانية لجنوب أفريقيا والسنغال وتنزانيا فى عام 2013. الزيارة الحالية لكينيا وإثيوبيا هى الثالثة وربما تكون الأخيرة له، لأنها تأتى فى نهاية ولايته للحكم، وهو ما طرح تساؤلات كثيرة حول توقيت وأسباب زيارة رجل يلملم أوراقه ليرحل عن البيت الأبيض. زيارات أوباما السابقة لأفريقيا اتسمت بالغموض فى أهدافها السياسية، واعتبرها محللون غربيون مجرد «زيارات رمزية» غير محددة الأهداف سوى من مجرد حنين أوباما إلى أصوله الأفريقية، والهوس الذى أصاب القارة السوداء بانتخاب رئيس أسود لأمريكا لأول مرة، وانعكاسات ذلك وتداعياته على العلاقات الأمريكية الأفريقية.
الزيارة الأوبامية الأخيرة قد تأتى محاولة أخيرة من الإدارة التى تتأهب للرحيل لاستعادة زمام الأمور فى القارة السمراء وتعديل موازين القوى، حتى ولو كان ذلك بتغيير أنماط التفكير والتعامل التقليدى مع قضايا أفريقيا بالقوة المسلحة والتدخل الصلب، إلى القوة السلسة التى تحقق المصالح الأمريكية بطريقة أسهل، ولذلك يأتى أوباما فى زيارته الرئاسية الأخيرة بهدف اقتصادى وتجارى فى المقام الأول، ثم هدف أمنى فى المقام الثانى، ولا دهشة فى أن يرافقه فى زيارته لكينيا وإثيوبيا واجتماعه مع عدد من قادة دول شرق وشمال القارة مئات من رجال الأعمال الأمريكيين وأصحاب رؤوس الأموال والفاعلين فى القرار الاقتصادى الأمريكى.
أوباما يبشر القارة السمراء بمشروع ضخم للطاقة وتوليد الكهرباء، ولذلك تأتى زيارته لإثيوبيا لدعمها فى مشروعها الضخم لبناء سد النهضة، وهو ما يصدر قلقا لنا من هذه الزيارة، وربما يمنح أديس أبابا الشعور بالاستقواء بعد الزيارة الأخيرة، وواشنطن تدرك أهمية إثيوبيا جيدا فى المنطقة، وبوصفها الدولة المضيفة حاليا للاتحاد الأفريقى، ودورها الاقتصادى والسياسى فى دول الجوار. الرئيس الأمريكى فى زيارته لإثيوبيا وتشجيعها فى المضى قدما فى مشاريعها العملاقة فى سد النهضة، لم يغب عن خاطره ما فعلته مصر فى الاستراتيجية الأمريكية بعد 30 يونيو، ولذلك يأتى من بعيد وشمس الحكم تغرب عنه ليبعث برسالة قلق أو هكذا يتصور، إلى القاهرة وهى تستعد للاحتفال بافتتاح معجزة القرن الواحد والعشرين، قناة السويس الجديدة. .
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة