رغم كل الظروف غير المواتية وحملات التشكيك، استطاعت الإرادة المصرية أن تصنع ما يشبه المعجزة، وأن تجعل من حلم قناة السويس الجديدة أمرا واقعا، بدءا من التفكير الخلاق فى أن يكون التمويل مصريا خالصا مائة بالمائة، وأن يسهم الشعب المصرى كله فى اكتتاب التمويل، وحتى الجهود الخارقة للقوات المسلحة والفريق مهاب مميش والرجال الذين معه، حتى يحولوا الحلم إلى حقيقة قبل الموعد المحدد. قناة السويس الجديدة ليست مجرد قناة مائية ثانية تجاور وتسهل مرور السفن العملاقة بقافلتى الشمال والجنوب فى القناة القديمة، ولكنها بداية كبرى تأخر تنفيذها لعقود حتى تتحول منطقة قناة السويس لما يجب أن تكون عليه، كأهم منطقة للتبادل التجارى فى العالم ومنطقة لوجيستية لخدمات السفن وصيانتها وما يرتبط بذلك من مشروعات صناعية وخدمية أخرى، باختصار مشروع قناة السويس الجديدة مشروع قومى للتنمية الشاملة يقوم على الحلم بالتوظيف الأمثل للإمكانات المصرية لتحقيق طفرة تنموية تعود على البلاد بالخير.
وأتعجب الآن من الخرس الذى أصاب الطاعنين فى المشروع، فكم سمعنا من شائعات ونكات سخيفة على مشروع القناة، بعد أن توحد الإخوان تدريجيا مع ألد أعداء البلاد التاريخيين وأصبحوا لا يتمنون للبلاد إلا الفشل والخسارة، أين الترعة التى كانوا يتحدثون عنها باستخفاف؟ وأين من كانوا يتحدثون عن عدم جدوى المشروع وأنه مجرد استعراض إعلامى ومجرد وصلات بين البحيرات فى منطقة القناة؟ وأين الخبراء الذين ملأوا مواقع التواصل الاجتماعى بأولوية توظيف الـ 60 مليار جنيه قيمة اكتتاب المصريين فى مشروع القناة، فى الرعاية الصحية والتعليم والإسكان؟
الرعاية الصحية والتعليم والإسكان تتلقى دفعات قوية أيها المشككون، ويكفى إنجاز الأدوية الجديدة لعلاج فيروس سى الذى ينهش فى أكباد 12% من المصريين وثبوت شفاء 100 ألف مصرى خلال 9 أشهر فقط، الأمر الذى يفتح الباب واسعا أمام تعميم العلاجات الجديدة للقضاء على المرض، وكذا قطاعات الإسكان والتعليم، ونرى كيف يتم دوريا تسليم عشرات الآلاف من الوحدات السكنية ضمن مشروع المليون وحدة، وإجراءات تطوير العملية التعليمية من رفع كفاءة ودخل المعلم إلى صيانة المدارس وتطوير المناهج. بعيدا عن المشككين، نريد أن نبدأ المرحلة الثانية من الحلم الكبير، مشروع قناة شرق التفريعة وما يرتبط بها من مشروعات، فهى بداية توطين المشروعات الخدمية والصناعية الكبرى بمنطقة القناة والمقرر أن تأتى بالخير العميم للبلاد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة