فى 4 سبتمبر العام الماضى، وعقب استشهاد 11 ضابطا وجنديا على طريق رفح الشيخ زويد بأيدى التنظيمات الإرهابية فى سيناء، طالبت بدراسة فكرة تهجير أهالى شمال سيناء لفترة زمنية محددة حتى يتمكن الجيش من سحق الإرهاب وتدمير تنظيماته بنظرية «الأرض المحروقة»، الآن وبعد «معركة الشيخ زويد» واستشهاد أكثر من 17 من قوات الأمن بعد الهجوم الإرهابى على كمائن ومواقع عسكرية فجر الثلاثاء الماضى، أقول بصوت عال الآن إن التهجير هو الحل لتحرير سيناء من الإرهاب، فنحن فى حالة حرب أيها السادة، وضرورات المعركة تتطلب اتخاذ إجراءات استثنائية مثلما فعلت مصر بعد حرب يونيو 67.
وأعيد نشر بعض ما كتبته فى سبتمبر الماضى:
«مصر فى حالة حرب مع الإرهاب فى سيناء، والمعركة على أرض الفيروز لن تنتهى على المدى القريب، فهى أشبه بحرب استنزاف تمارسها جماعات الظلام، خاصة فى شمال سيناء مدعومة بأطراف من الخارج والداخل فى محاولة للتمدد الإرهابى داخل مصر بعد العراق وسوريا وليبيا، ويخطئ من يظن أن من يقف وراء تلك الجماعات التكفيرية والتنظيمات الإرهابية فى سيناء سيرفعون الراية البيضاء، ويستسلمون بسهولة رغم الضربات الأمنية القاصمة لقوات الجيش والشرطة ضد قادة وعناصر تلك الجماعات والتنظيمات، فهناك مخطط مرسوم لإشاعة الفوضى بالمنطقة بتوظيف تنظيمات مسلحة تستخدم الدين ستارا لها، ومصر فى قلب هذا المخطط. حادثة استشهاد 11 ضابطا وجنديا على طريق رفح الشيخ زويد تؤكد أن المعركة لم تنتهِ وتتطلب إجراءات وخطوات أمنية جديدة وحلولا غير تقليدية للقضاء تماما على الإرهاب. مصر فى حرب الاستنزاف مع العدو الصهيونى بعد نكسة 5 يونيو 76 قامت بتهجير أكثر من مليون مواطن من سكان مدن القناة الثلاث، الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، لخوض الحرب ضد إسرائيل دون أن يشكل تواجد سكان القناة ورقة ضغط فى المعركة التى استمرت حتى حرب أكتوبر 73. تحمل سكان القناة معاناة التهجير إلى مدن الدلتا وعمق البلاد، وتركوا منازلهم طواعية من أجل المعركة مع العدو حتى تحقق النصر وعادوا مرة أخرى، واستقبل سكان الداخل أهاليهم من مدن القناة بكل ترحاب، وكانت فرصة إنسانية لتبادل الخبرات الاجتماعية والاحتكاك الإنسانى، وبعد أكتوبر عاد من عاد وبقى كثيرون بين أهاليهم فى الدلتا، فهل هذه التجربة قابلة للتكرار مع أهالى سيناء كأحد الحلول القابلة للدراسة من أجل الانتصار فى معركة الإرهاب؟ فهل نعجز عن إقناع حوالى 395 ألفا–هم عدد سكان شمال سيناء–بالهجرة المؤقتة، وإعلان الحرب وتطهير سيناء من فلول الإرهاب وبدء عملية التنمية الحقيقية بالتوازى مع حرب التطهير؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة