المعركة التى قادها أكثر من 300 إرهابى مدرب تدريبا عاليا على يد أجهزة أمنية واستخباراتية دولية بالدوحة، وأنقرة، وغزة، وعلى الحدود التركية السورية، ضد الجيش المصرى فى سيناء، كان مجمل أهدافها، قهر وكسر شوكة وأنف وكبرياء القوات المسلحة المصرية، المصنفة بين الجيوش الكبار عالميا، وإعلان سيناء ولاية تابعة للدولة الإسلامية (داعش) فى إعادة لنفس السيناريو العراقى، عندما دخلوا واستولوا على ثلث بلاد الرافدين، دون أى مقاومة أو قتال يذكر، وفرار الجيش العراقى أمامهم وخلع بذلته العسكرية، فى فضيحة عسكرية مدوية.
أيضا تنظيم داعش أرهق وكسر أنف الجيش السورى، وقهر قوات حزب الله اللبنانى (المغرور) والمدعوم بقوة من إيران، وسيطر على ليبيا، وبدأ يهدد دول الخليج.
لكن الجيش المصرى الوحيد الذى واجه داعش، ولقنهم درسا قويا، واصطادهم كالفئران، وقتل منهم أكثر من 100 قتيل، وأشعلها نارا تحت أقدامهم فى الأرض، وفوق رؤوسهم من السماء، وانتهز فرصة خروجهم فى العراء، ودمر آلياتهم.
الجيش المصرى أحبط المخطط الداعشى الذى طبقه فى العراق وسوريا وعلى الحدود السورية اللبنانية، وفى ليبيا، من خلال محاولة استهداف 20 كمينا أمنيا، والسيطرة على أقسام الشرطة ومديرية أمن شمال سيناء، لإعلان سيناء إمارة تابعة للتنظيم، فى رسالة للعالم، أن مصر على خطى غيرها من الدول التى تتساقط كأوراق التوت فى يد التنظيم الإرهابى، الأشرس والأشهر فى العالم الآن.
الجيش المصرى كان له رأى آخر، وقالها للتنظيم، ومن يقف خلفه صراحة، ونصا: (أنتم أخطأتم فى العنوان)، وأن لمصر جيشا يحميها، ويفدى شعبها بأرواح جنوده وصف ضباطه، وضباطه البواسل، وقاتلوهم قتال الأبطال، وهم صائمون، ودمروا 20 سيارة كانت مفخخة ومعدة لتفجيرها فى الـ 20 كمينا، تمهيدا لإعلان الشيخ زويد ورفح، إمارة داعشية.
خلاصة هذه المعركة فى 4 عناصر محورية:
الأول: تبين بالدليل أن جيش مصر عقيدته المواجهة والقتال وعدم الهروب مهما تكلف الأمر من خسائر، على عكس الجيوش التى فرت وهربت هروب الفئران من أمام التنظيم الداعشى الإرهابى.
الثانى: إن جيش مصر عبارة عن منظومة عسكرية متكاملة، لكل فرع من فروع أسلحته، يكمل الآخر، فوجدنا سلاح المدفعية يدك، والدبابات، ونسور الجو، يحولون أعضاء التنظيم الإرهابى وأسلحته ومركباته إلى رماد.
الثالث: ضرورة إعادة العمل والتأهيل للأكمنة الأمنية، وتحصينها بقوة، ضد الأسلحة الفتاكة، مع ضرورة اليقظة، وعدم الاسترخاء على مدار الساعة، والوضع فى الاعتبار أننا نخوض حربا طويلة بلا هوادة، تتطلب اليقظة مهما طال الأمد.
الرابع : ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة وقوية ضد الخونة والمتآمرين فى الداخل، وتصفية كل من يرفع السلاح فى وجه الدولة، وإظهار العين الحمراء للمتورطين فى الخارج، وعدم وضع أى حسابات لرد الفعل الدولى، لأن مصر وفى كل الأحوال لن يرضى عنها أعداؤها، حتى يتم تنفيذ مخططات تقزيمها وتقسيمها، ومن ثم لا بد من الرد والردع، والحسم بكل قوة، ولا نملك أى رفاهية، أو حلول أخرى، إلا سلاح الردع الحاسم والقوى، والإدراك إلى حد العقيدة، أن لا مكان للضعفاء والمرتعشين فى هذا العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة