نعم إنها الحرب بكل ما تحمله من معنى ولم يعد لدى أدنى شك ولا لدى أى أحد فى مصر يحلل الأحداث والأمور، التى تمر بها البلاد أن ما حدث وما يحدث من جرائم إرهابية مؤخرا يتجاوز حدود إمكانيات الجماعة الإرهابية من حيث التخطيط والأسلحة ونوعية المواد المتفجرة والمستخدمة فى العمليات الخسيسة، وخصوصا فى عملية اغتيال النائب العام المستشار الشهيد هشام بركات، ولا شك أن الجماعة الإرهابية وحلفاءها أصبحوا يتحالفون مع عدة مخابرات إقليمية معروفة بالاسم لا تريد الخير لمصر، وأيضا لها ثأر واضح مع مصر لمواقفها المساندة للقضايا العربية، وأيضا لموقفها الثابت من محاربة الجماعة الإرهابية، التى تساعدها بعض هذه الدول.
وبصراحة شديدة إيران على سبيل المثال لن يعجبها بالتأكيد عودة مصر مرة أخرى للمشهد السياسى العربى واستعادة مكانتها، التى غابت عنها لسنوات طويلة، وهو ما تعلنه إيران صراحة فى وسائل الإعلام الحكومية والخاصة التابعة لها، وذلك بعد موقف مصر الثابت فى الاشتراك فى التحالف العربى لما يحدث فى اليمن الشقيق، وأتمنى من المسئولين والسياسيين أن يتابعوا ما يقال عنا فى إعلام إيران ليسمعوا ويشاهدوا كيف تتحدث إيران عن السعودية ومصر لنعرف وبصراحة أن ما يحدث فى سيناء الآن لم يعد مجرد هجوم من عناصر إرهابية مسلحة، كما كنا نعرفها فى السابق، ولكن بات هناك تدريب ودعم على أعلى مستويات لا مجال الآن للإفصاح عنها، ومن ناحية أخرى هناك حلفاء فى السر والعلن يعرفهم الجميع، وهم تركيا وإسرائيل وقطر، فعداء قطر لمصر بات واضحًا للجميع، وكذلك تركيا التى لن تنسى لمصر (أولا ) تقاربها اللافت مؤخرا مع اليونان وقبرص و(ثانيا) تقويض حلم الرئيس التركى أردوغان فى زعامة تركيا لمنطقة الشرق الأوسط، وذلك عندما قمنا بالقضاء على جماعة الإخوان وحلفائهم داخل مصر، وهو أمر جعل الحزب الحاكم فى تركيا يخسر كثيرا ووضع نفسه فى مأزق حقيقى فى الانتخابات التركية الأخيرة فبعد أن كان يستطيع وحده تشكيل الحكومة فى تركيا الآن مجبر على تحالفات لا يرغبها، أما إسرائيل فيكفيها أن تغض الطرف عما يحدث فى سيناء رغم أننى يمكننى أن أزعم أن لديها معلومات يمكنها أن تساعدنا بها عن هؤلاء المجرمين، لكن بالتأكيد لن تفعل فهى تريد أن تنشغل جميع الدول العربية حولها بمشاكلها.
ولا شك أن الحرب بات من الواضح الآن لحد كبير من هم أطرافها _(الجماعة الإرهابية فى الداخل تسهل لمخابرات دول إقليمية تلك العمليات وتساعدهم أيضا بكل إمكانياتها البشرية والمادية)_ وهو ما يستلزم منا جميعا إعادة الحسابات مرة أخرى سياسيا وأمنيا لأن التحديات، التى نواجهها كبيرة والأمور أصبحت مختلفة على الأرض اليوم اختلافا واضحا للعيان .
ويجب أن ننتبه إلى أن الحديث عن الأخطاء أو الاتهامات الآن لبعضنا البعض والمعارك مازالت دائرة هو نوع من شق الصف وتثبيط لهمم جنودنا الأبطال الذين يخوضون معارك طاحنة مع عدو جبان فى وقت تحتاج فيه مصر وشعبها لوحدة الصف لمواجهة كافة التحديات الصعبة بمنتهى الثبات والوحدة، لأن الوطن لا يمكن تجزئته ولا يقبل القسمة، فإما وطن موحد قوى وقادر على تحقيق تطلعات أبنائه إلى مستقبل أفضل أو وطن مفتت يعج بالصراعات المدمرة، الشعب المصرى لن يختار إلا الوطن الموحد.
أنا أثق فى وطنية كل مصرى ومصرية واثق فى كل لحظة فى القوات المسلحة المصرية والشرطة واثق كل الثقة فى القيادة السياسية فى أنها تستطيع بمنتهى الحكمة بالعبور بسفينة الوطن إلى بر الأمان إن شاء الله، وسوف يتم دحر الإرهاب الأسود من جذوره لتبقى مصر مرفوعة الراية.. تحيا مصر.. حمى الله مصر وشعبها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة