سعيد الشحات

وانكشفت خرافة المظلومية

الجمعة، 03 يوليو 2015 07:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاشت جماعة الإخوان تاريخيا على «المظلومية»، صدرت خطاب الدموع للجمهور، اخترعت حكايات عن البطولة والفداء ونسبتها إلى نفسها، استهدفت من كل ذلك كسب التعاطف على أساس بقيت طوال تاريخها فى دائرة الاضطهاد من السلطة، لأنها وحسب عقيدتها تملك الطريق إلى الله، أما معارضوها فطريقهم إلى الشيطان.

فى حكايات «المظلومية» ستجد تخاريف زينب الغزالى وغيرها، وفى المجمل ستجد تاريخا مزيفا استطاعت الجماعة أن تزيف به وعى أجيال عديدة منذ سبعينيات القرن الماضى، حين بدأت الحملة المنظمة للهجوم على ثورة 23 يوليو 1952 وقائدها جمال عبدالناصر، ولم تسلم معركة وطنية واحدة خاضتها مصر من تشويه الإخوان لها، قالوا إن السد العالى جاء بالكارثة، وكذلك تأميم قناة السويس وغيرها، وقد بلغ الغرور بهم حد أن الدكتور محمد بديع، مرشد الجماعة السجين الآن، قال ذات مرة فى رسالته الأسبوعية، إنه فى كل محنة لهم كانت تحدث هزيمة لمصر، فمحنتهم فى الأربعينيات أدت إلى هزيمة 1948 وضياع فلسطين، وكذلك حدث فى العدوان الثلاثى على مصر 1956، و5 يونية 1967، وعلى هذا النحو قاموا بكل عزم بتشويه المقاومة العظيمة للمصريين ضد العدوان الثلاثى، وهكذا كان سباق الإخوان على تغييب العقل، فهكذا يكسبون.

من المهم أن نستعيد كل ذلك الآن، لنقيس منه أشياء كثيرة، أهمها، أنه لم يعد بوسع الجماعة أن تتحدث بخطاب المظلومية، فلن يصدقها أحد مع كل العمليات الإرهابية التى تتواصل، وآخرها ما حدث أمس فى سيناء، والذى كان حربا بكل ما تعنيه الكلمة، وقبلها جريمة اغتيال النائب العام، بالإضافة إلى سقوط متواصل لشهداء من الجيش والشرطة على مدى العامين الماضيين، وإلى جانب الشهداء تقع عمليات إرهابية أخرى تستهدف المنشآت والمصالح وتعطيل الشرايين الحيوية التى تخدم المجتمع.

حاصل كل ذلك يقودنا إلى سقوط ذريع لبكائية «المظلومية»، بعد نجاح لها فى السنوات الماضية أدى بها إلى أن تحصد مغانم كثيرة بلغ الذروة بفوز مرشحها محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، وهى بذلك لم تفضح نفسها فى الحاضر، وإنما فضحت كل ما فعلته فى الماضى، بحيث إنها أعطت مصداقية لكل الإرهاب الذى ارتكبته منذ تأسيسها وظلت تنكره.

وعلى هذا النحو فإن الجماعة تحارب نفسها، وتكتب شهادة وفاتها حتى وإن طالت مرحلة طلوع الروح، ويبقى التحدى فى ضرورة النهوض الشامل بالمجتمع حتى لا نكتشف فيما بعد أن هناك جماعة أخرى تتربى على حجرنا دون أن نعرف.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة