أخيرا فعلها الزمالك وفاز بدرع الدورى بعد غياب 11 عاما وهى البطولة التى عانت جماهير النادى الأبيض من أجل حصول فريقهم عليها الكثير، ولكنها أثبتت أنها جماهير من طراز خاص، لا مثيل لها فى مصر وبين الأندية الشعبية، وليس هناك جماهير أخرى تضاهى الزملكاوية فى صبرهم وصمودهم ووفائهم وإخلاصهم للقلعة البيضاء طوال عشر سنوات متتالية، وأثبتوا أن تشجيعهم للزمالك ليس مجرد تشجيع نادٍ يحبونه ولكنه، رغم انكساراته وأحزانه وغياب البطولات عنه، فإنه «أسلوب حياة» يعيشه الزملكاوية المخلصون بكل المصاعب والتحديات ولم ينفضوا من حوله لخسارته وعدم الاستقرار بداخل أسواره.
ولو هناك ناد آخر تعرض لنصف ما تعرض له الزمالك طوال السنوات الماضية لانفضت جماهيره عنه وتركته يسير إلى المجهول ولانتهت سيرته وأصبح شيئا من الماضى ونسيا منسيا، ولكن جماهير الزمالك الوفية حافظت، كالقابض على الجمر، على النادى من الضياع والنسيان، رغم معاناتها، ولكن دائما المعاناة هى التى تظهر معادن الأوفياء.
ظن البعض أن هذه الجماهير هى آخر الأجيال التى ستشجع الزمالك ثم لن يجد النادى فى ظل غيابه عن البطولات جماهير تشجعه، وانشغل الكثيرون من فلاسفة الغبرة بجماهير الزمالك لزرع اليأس فى قلوبهم ودفعهم للتوقف عن تشجيع ناديهم، ومع ذلك خرجت أجيال جديدة شابة تشجع الزمالك بجنون، وهى لم تشاهده يحصد البطولات الكبرى مثل منافسة الآخر، وهى ظاهرة تستحق الدراسة فعلا لأنها أثبتت أن الزمالك قد يمرض لكنه لا يموت أبدا بجماهيره الوفية وأجياله المتعاقبة. من حق جماهير الزمالك أن تفرح غاية الفرح ومنتهاه بهذه البطوالة الغالية ولا تلتفت لأقاويل بعض الحاقدين الذين حاولوا إفساد فرحته واعتبروا أن الفوز عليه والتنكيد عليه مهمتهم الأولى فى الحياة، من حق جماهير الزمالك أن تكون هى البطل الحقيقى الذى تهدى إليه هذه البطولة بسبب وفائه وتضحياته، وهى بطولة غالية لأنها تتزامن مع مناسبة قومية عزيزة وغالية هى مناسبة افتتاح معجزة القرن الحالى، قناة السويس الجديدة.
ألف مليون مبروك لنادى الوطنية المصرية الحقيقى، بالمواقف والأفعال، وليس بالأقوال وترديد الأكاذيب، وتحيه لجماهيره العريضة الوفية، فالزمالك يفوز بالدورى ومصر تحتفل بافتتاح القناة الجديدة، إذن هناك أمل فى التغيير الحقيقى وإصلاح الأوضاع المقلوبة فى مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة