فى كل عام وبعد رحيل رمضان، هناك من يبكون وهم يتمنون لو أن كل شهور السنة رمضان. وأن تظل البركة التى يشعرون بها ويتمتعون بها موجودة معهم وفى كل بيوتهم.
فقد كان هناك بركة فى كل شىء بركة فى الرزق وبركة فى الوقت وبركة فى العمل وبركة فى الطعام ولا نعرف كيف ذلك؟ ولكنها بركة من الله الواحد الرزاق. التى يهبها لكل عبد مخلص فى عمله ومخلص فى طاعته وعبادته له، وتستمر هذه البركة موجودة عند كثير من الناس من استمرت حياتهم بعد رمضان كما كانت فى رمضان كلها بركة وعبادة وإخلاص فى الطاعة للواحد الديان ولم تختلف كثيرا عما كانت عليه فى رمضان بل زادت سعادتهم وفرحتهم بالعيد الذى هو جائزة من رب العالمين لهم ولكل مسلم صام رمضان إيمانا واحتسابا.
فهنيئا لمن فاز فى رمضان بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين وهنيئا للصائمين الذين جزاهم الله بما عملوا واعتقوا من النار قال الله عز وجل: (عن أبى هُرَيْرَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ)، ولقد اختص الله الصائمين بدخولهم الجنة من باب الريان لا يشاركهم فيه أحد. جزاء على صيامهم وقيامهم. وقال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه
لقد وهبنا الله كنز من كنوزه فى شهر رمضان، وهو ليلة القدر قال تعالي: ( بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ { 1 } وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ { 2 } لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ )) سورة القدر ) أى ما يعادل ثلاث وثمانون عاما أى تقريبا متوسط عمر الإنسان، فهنيئا لكل من فاز بكنز الرحمن وليجتهد الجميع فى الحصول عليه فى العام المقبل أن شاء الله، ونأمل أن يبلغنا الله رمضان مرة أخرى لنكون من المعتوقين والناجين من النار وعذابها، ويا ليت كل شهور السنة رمضان فننال عفو الله ومغفرته وان يعتق رقابنا جميعا من النار، وأرجو أن يحافظ كل من وهبهم الله كنزه الثمين هذا ولا يفرطوا فيه أبدا ولا يتبعوا خطوات الشياطين بعد رمضان، وان نقوم جميعا بما كنا نفعله فى رمضان من صلاة وعبادة وخشوع وطاعة لإرضاء الله وان نحافظ على الكنز الذى أعطاه لنا ولا نفرط فيه أبدا، ويا ليت كل شهور السنة رمضان.
وقد ألمنى وألم بعض الناس رؤيتهم للجوامع بعد رمضان وليس بها إلا أناس يعدون على الأصابع. فأين ذهبوا ؟هل بانتهاء شهر رمضان تنتهى العبادة لله ؟ فلم يعد إلا قله قليلة من الناس يصلون لله ويطيعونه ويخلصون له، أليس ربهم فى شهر رمضان هو ربهم باقى شهور السنة؟
فاحذروا من غضب الله وان تضيعوا أعمالكم هباء فلا يتقبلها الله منكم واجعلوا من العبادة التى قمتم بها وقدركم الله عليها فى رمضان وحرصتم عليها قدوة لكم فى باقى شهور السنة فهكذا يريدكم ربكم ولعبادته خلقكم قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات 56 فلا يلهيكم الشيطان عن عبادة الله الواحد الأحد ولا تتبعوا خطواته وترجعوا للمعصية وترك الصلاة وشرب الخمر والمسكرات التى تضيع عقولكم وغيرها من المشروبات التى تذهب بالعقول فالمستفيد الوحيد من هذا هو الشيطان وأعوانه ومن يقومون بمساعدته من الإنس والجان ليلقى بكم جميعا فى نار جهنم تصلون نارها وتتعذبون بها يوم يقول الله عز وجل لجهنم (( يوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ )) لمن عصا الرحمن ونسى ربه فهذا جزاءه، اما من عبد الله وأطاعه جنات عدن خالدا فيها.
ولا تختصوا العبادة على رمضان فقط فلا يتقبلها منكم وتنالوا غضب الله عليكم، فهو أعلم بما فى سرائركم وما بداخل كل عبد فينا، وحافظوا على صلتكم الطيبة بالله واقتربوا منه وأطيعوه فهو خالقكم ورازقكم والمنعم عليكم بنعمه الكثيرة فتسعدوا وتكونوا من الفائزين فى الآخرة بجنة عرضها السموات والأرض تسعدون فيها بما لم تروا من قبل من متعة وتتلذذوا بما لذ وطاب من طعام وشراب وتسكنون قصورا لم تروا مثلها أبدا وتتزوجون من حور عين لم تروهن حتى فى خيالكم وتشربون ما لذ وطاب، قال تعالى (( أن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا))، ولمثل هذا فليعمل العاملون.
أجواء رمضان
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة