مرة أخرى عن التعاون الذى قيل إنه مشروع وزارة الثقافة مع وزارة الأوقاف، والذى يسمح للأدباء بعقد ندواتهم فى المساجد.. أسأل عن كيف سيتم ذلك فى الوقت الذى لا تسمح فيه وزارة الأوقاف لشيوخها بالخطابة فى المساجد إلا بتصريح منها؟، فهل سيحصل الأدباء على تصريح من الأوقاف مثلًا؟، وهل هذا التصريح سيكون لأى شخص أم لمن سيقول كلامًا يقوله الشيوخ ولا حاجة لهم بزيادة؟.. معروف أنه لا خطابة فى الجوامع إلا بتصريح من وزارة الأوقاف، فكيف سيكون الأمر؟.. سيتم السؤال عن الأديب وأعماله وتاريخه، وربما يصل الأمر إلى التحرى عنه من قبل جهات أمنية، وفى هذه الحالة تقريبًا لن يكون أحد صالحًا، ليس لجرائم ارتكبها، لكن لأن الأدباء من زمان يكتبون عما هو مسكوت عنه فى المجتمع، وما سمى فى النقد الأدبى بالدين والجنس والسياسة، أى كسر الأقانيم والمقولات السائدة فى هذه المجالات، والتى كانت من أسباب تخلفنا، وحتى بعيدًا عن ذلك، فما الوقت الذى يمكن أن يخصص للندوات إذا تمت؟، المسافة بين توقيت الظهر والعصر هى وقت القيلولة، ومن ثم لن تفلح الندوات، والمسافة أيضًا فى الوقت بين المغرب والعشاء أقصر بكثير، إذن سيكون بعد العشاء، وإذا تم ذلك فهل ستكون هناك مقاعد للحضور أم على الأرض؟، وهل سيحضر مرتادو المساجد لسماع قول فى الدين والأخلاق إلى من يتكلم فى القصة والشعر وفنونهما، ناهيك عن المسرح، ومعارض الفنون التشكيلية، وغير ذلك مما لن تستطيع وزارة الأوقاف أبدًا وضعه فى المساجد؟!. لن أحدثك عن الموسيقى طبعًا، لكن وزير الثقافة ومن معه سعداء جدًا بهذا الأمر الذى لن يزيد على كتب تطبعها الأوقاف فى الوزارة أو تشتريها. وكما قلت من قبل فإن شراء الكتب سيكون لما هو أبيض، لا أبعاد له.. يحدث هذا أو قل إنه سيحدث فى وقت يتوقف فيه تقريبًا النشاط المسرحى فى بيوت الثقافة وقصورها.. لم تستطع الوزارة حتى الآن أن تقيم حفلات مسرحية حول الآثار، وليس داخل مبانيها من فضلك، وإلا تصبح كارثة، وبالطبع لم تستطع أن تعرض فيلمًا سينمائيًا، ولم تفكر، ولن تفكر.. المهم عندها التعاون مع وزارة الأوقاف التى- شيئًا فشيئًا- ستضع شروطًا للكتب المطبوعة حتى تشتريها، وستكون هناك رقابة يضطر بعدها الأدباء إلى نشر أعمالهم فى القطاع الخاص فقط، وفى البلاد العربية الأخرى، مثل بيروت وتونس والمغرب. سينقسم الأدباء حول هذا الشكل الجديد من التعاون، أعنى الندوات فى الجوامع، وبعدها حتى لو وجد من يوافق لن يحضر له أحد، فلا المكان مكان ندوات، والجلوس على الأرض لا يزيد على نصف ساعة.. شىء طبيعى جدًا، أو حتى ساعة إلا الربع لمن يستمع إلى الخطبة بعد الصلاة، ولقد سألنى شاب: كيف حقًا سيتم تنظيم ذلك؟.. سكت قليلًا فقال: «عارف كارت التموين؟»، قلت نعم، سألنى: «عارف كارت البنزين؟»، قلت نعم، قال: «سيتم صرف كارت الأوقاف للأدباء لإلقاء المحاضرات فى المساجد، وفكر حضرتك كيف سيتم الحصول على هذا الكارت ومن سيحصلون عليه».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة