فتوى لياسر برهامى: القبر أولى منازل الآخرة يعذب فيه من لم يتب على ذنوبه

أفتى الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، بأن القبر أولى منازل الآخرة، ويعذب الإنسان على الذنوب التى لم يتب منها، ولم يُنجه مِن عقوبتها مصائب مكفرة أو حسنات ماحية؛ سواء فى القبر أو فى الآخرة.

وقال "برهامى" فى فتوى نشرت على موقع "أنا السلفى" التابع للدعوة السلفية: "ليس مِن دليل على أن الحسنات قد تبلغ الجبال ثم يعذب الإنسان على ذنب واحد، إلا إذا لم تقوَ الحسنات على محوه"؛ فعاد الأمر إلى الموازنة، وهذا هو الصحيح فى هذه المسألة، مضيفاً: "حال مَن استوت حسناته وسيئاته وأصحاب الأعراف فى القبر مسكوت عنه؛ فنسكت عنه".


وأضاف: "أما بالنسبة للكافر والمنافق الذى يَعرف مصيره منذ دخل قبره، لكن ليس المخبر كالمعاين، ومعاينة أهوال القيامة أمر فوق تصور البشر ويذهل عقولهم، كما قال الله -تعالى-: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ)".

جاء ذلك رداً على عدة أسئلة وجهت إليه من أحد اتابعه كالتالى: "هل هناك ما يدل على عذاب مستقل فى البرزخ- أو القبر- على بعض المعاصى مثل عدم الاستنزاه مِن البول، وإن كانت حسنات الإنسان أكثر من سيئاته، ويقولون إن هذا عذاب خاص يستحقه هذا الإنسان وإن رجحت الحسنات! وهذا خلاف ما كنا ندرسه على يد الشيخ ياسر مِن أن كل مَن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة مباشرة دون عذاب أو عقاب، فنرجو توضيح هذا الأمر، ومما حال مَن استوت حسناته وسيئاته بالنسبة لوضعه فى البرزخ فهو فى الآخرة مِن أهل الأعراف، لكن ما حاله فى القبر؟ وهل يمكن أن تستوى حسنات الإنسان مع سيئاته ومع ذلك يعذب فى قبره؟ وهل يمكن أن تكون حسنات الإنسان أكثر مِن سيئاته، ومع ذلك يعذب فى القبر أم هذا غير وارد أصلاً؟ وإذا كان الإنسان يمتحن فى قبره -البرزخ- فهو إذن إن كان كافرًا أو منافقًا يعرف مصيره الذى ينتظره ولن تفاجئ بأنه مِن أهل النار فى الآخرة؛ فكيف الجمع بيْن ذلك وبين أن المنافقين يُمتحنون بالسجود أو يطفئ نورهم ويخدعهم الله فى الآخرة، وأن العبد لا يدرى هل سيأخذ كتابه بيمينه أم لا؟ يعنى المقصود أن النتيجة قد ظهرت بالفعل فى البرزخ، أليس كذلك؟.