ها هو البحر ثانية..
تصافحنى رائحتك من بعيد فهى كرائحة الذكريات التى لا تنسى.. كالذكريات التى تمسك بأطراف القلب.. التى نظن أحيانًا أنها قد رحلت لكنها عالقة ببقايا العقل.. متوارية خلف النسيان، كوردة بين صفحات كتاب تتحدى الزمن.. رائحتك التى تحمل لى قصصا هاربة من قلبك.. قصص من سبقونى فى عشقك.. وحكوا لك أسرارهم ورموها كالأصداف فى قلبك..
أحب زيارتك فى الغروب.. حين تقرر الشمس أخيرًا أن تسقط فى الأفق صريعة لسحر اللون الأزرق فتحتضنها فى رفق وكأنك تلتقطها فى راحتك.. أه كم تسحرنى تلك اللحظات الشفافة وتثير شجونى! .
ذلك القرص المستدير كالأحلام التى لا تنتهى.. تولد وتموت كل يوم.. ولا تنسى..!! كل يوم يداعب لونها الأحمر أمواجك فتحيله إلى عشرات الألوان.. بعدها تلمع السفن وسط البحر.. كالأحلام تائهة باحثة عن مرفأ وأمان.
صحيح أن الأغنيات لا تفارق مسامعى لكن لا داعى للموسيقى فى حضرتك يا صديقى القديم.. فاغنيتك تكفى.. لأنك دائما تعرف ما أريد قوله.. أغنية واحدة مستمرة.. لا تنقطع.. تقول كل شىء.. تحكى كل شىء.
أنت تعرف أيها البحر.. أنت تعرف كل القصص.. تعرفنى كقارب صغير يصارع بتمرده قوتك. تعرف أننى أكره الكذب وأحتقر المنافقين لكن يؤسفنى أن أخبرك أنه بعد جولة صغيرة فى أعماق نفسى اكتشفت أننى لست سوى محتالة على الأقدار.
لأخذ استراحة قصيرة من مصارعة الأفكار وأرتشف قهوتى التى بردت فى انتظارى.. ككل الأشياء التى نتركها غير عابئين، نتركها تنتظرنا.. غافلين أنها حتمًا ستفقد بريقها من ملل الساعات وركض عقارب الساعة.. آه أيها البحر كم أتمنى أن أصير صدفة تخبئها فى قلبك وتخبئ هى الأسرار فى قلبها..
بحر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة