المؤامرة كانت أكبر من مجرد هجوم إرهابى على كمائن الجيش فى شمال سيناء. ما حدث ليس عملا عشوائيا أو عمليات انتحارية، بل مخططا تم التدبير له سابقا بغرفة عمليات من أجهزة مخابرات أجنبية وتنظيمات إرهابية وبدعم من وسائل إعلام عربية وأجنبية. إحباط المخطط ودحر الإرهابيين كشف سيناريو المؤامرة، الهدف من الهجوم كان إعلان ما يسمى بـ«ولاية سيناء» فى مدينة الشيخ زويد وتصويره عبر القنوات والفضائيات الناطقة بالعربية وعدد من وكالات الأنباء الغربية بأنه انتصار للإرهابيين عبر بث أحبار كاذبة وتقارير ملفقة عن حجم الخسائر فى صفوف القوات المصرية فى الكمائن التى هاجمتها العناصر الإرهابية فى رفح والشيخ زويد.
الشىء المحزن أن غالبية وسائل الإعلام المحلى خاصة الإلكترونى وقعت فى فخ المؤامرة وانساقت خلف الأخبار الكاذبة التى تبثها تلك المحطات والوكالات، وبشهوة النشر السريع تسببت فى بث روح الهزيمة والإحباط واليأس وكسر الروح المعنوية للمصريين، وإظهار عجز الجيش المصرى وعدم قدرته على مواجهة التنظيمات الإرهابية وفرض سيطرته على الأوضاع فى سيناء، بالتالى تمهيد الأرض إعلاميا لدعم الهجوم الفاشل.
النتيجة فى المجمل وبعد الإفطار كانت هزيمة للإعلام المصرى أمام عدد قليل من الفضائيات الناطقة بالعربية ووكالات أنباء، بعد أن تكشفت الحقيقة التى أزاحت غيوم وسحب الأكاذيب والشائعات لصالح الهزيمة النكراء للإرهابيين ولصالح الانتصار الساحق والبطولات لقواتنا المسلحة وأبطالها الشجعان الذين دحروا جماعات الشر وأسقطوهم بين قتلى وجرحى.
بيان القيادة العامة للقوات المسلحة فى المساء، جاء بالحقائق دون تجميل وأسقط أقنعة مروجى الكذب، لكنه أيضا وضع الإعلام المصرى فى مأزق حقيقى، بعد سقوطه فى اختبار المصداقية وتصديقه لكل ما ينشر عبر وسائل الإعلام الأجنبية، وكشف البيان أن «عقدة الخواجة» مازالت تسيطر على عقولنا. الحقيقة أن الهجمات الإرهابية فى سيناء كشفت الأزمة الحالية فى الإعلام المصرى الذى لا يعى حتى الآن طبيعة دوره فى «حالة الحرب» على الإرهاب، وفى حالة الأزمات التى تمر بها البلاد، وأسهم بدون وعى وربما بجهل فى مؤامرة كبرى ضد الجيش المصرى.
ما حدث يفرض ضرورة الأسراع فى إعادة الانضباط للأداء الإعلامى المصرى برمته، وسرعة الانتهاء من الحوار والنقاش حول مواثيق العمل الإعلامى الجديدة. وفى ظنى أن مبادرة «اليوم السابع» بمنع نشر أية
أخبار متعلقة بالجيش إلا من المصدر الرسمى والمتحدث باسم القوات المسلحة، تشكل نواة حقيقية لحوار جاد بين كل وسائل الإعلام برعاية نقابة الصحفيين، حتى لا نقع فريسة سهلة فى مؤامرة أخرى قادمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة