قصة المجند الغريق
بهذه الكلمات روى الحاج "حمد إبراهيم " لـ"اليوم السابع" مأساة ابنه المجند "عبد الرحمن" 21 سنة من حراسة أمن موانئ بورسعيد وحاصل على ثانوية أزهرية ومقيم قرية الرو بنى عامر مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، والذى لقى مصرعه يوم الثلاثاء الموافق 16 يونيه، أثناء تواجده بخدمته.
وقال والد المجند الشهيد أمه ماتت وسابته ليه أمانة والحكومة تخلت عن البحث على جثمانه.. مضيفا، ربنا رزقنى بخمسة أبناء ذكور وبنتين، وزوجتى توفيت منذ 10 سنوات، ورفضت الزواج بعدها، كى لا آتى لأبنائى بزوجة أب، وكنت أقوم على خدمتهم، "عبد الرحمن "كان أصغر أبنائى وأعزهم إلى قلبى محبة، بحكم أنه أصغرهم وانحرم من حنان الأم فى الصغر، ويوم الأربعاء الموافق 17 يونيه قبل رمضان بيوم، جاءنا خبر بأن "عبد الرحمن" غرق فى الميناء أثناء تواجده فى خدمته الليلة، فرضيت بقضاء الله وتوجهت مع أبنائى وأقاربى والعشرات من أهالى القرية، لأخذ الجثمان لدفنه، وعندما وصلت سألت القائد فين "عبد الرحمن" قال لى ابنك فى الجنة قلت له لم يطلع من البحر".
جثمان المجند ظل بمياه البحيرة 36 ساعة
وتابع والد المجند، لم يتم معاملتى كوالد مجند شهيد، والجثمان ظل فى المياه 36 ساعة ودا لو ابن سفير أو مسئول فى الدولة سيتم استخراج جثته فورا من البحر، كما أن وزارة الداخلية لم ترسل لى أى مندوب عنها ليقدم لنا واجب العزاء او يشارك فى تشييع جثمان "عبد الرحمن"، وكأنه ليس مجندًا توفى فى الخدمة، وأنا رضيت بقضاء الله لكن الحكومة أهملت فى البحث عن جثمانه.
المجند كان يستعد لإتمام زفافه فى عيد الفطر
ويضيف، ابنى كان خاطب ويستعد لإتمام زفافه فى عيد الفطر وتعجب عندما قتل كلب فى الشارع هاجت الدنيا ولم تقعد، وابنى ظل 36 ساعة فى المياه.. والصيادون هم من ساعدونا فى استخراج جثمانه!!
قائلا: وحسبى الله ونعم الوكيل واحتسب نجلى شهيدا عند الله، وأتمنى من محافظ الشرقية، أن يطلق اسمه على مدرسة بالقرية، وخاصة أنه لم يتزوج.
سامح شقيق المجند ويعمل بإسعاف الشرقية قال، إن محافظ بورسعيد ومدير الأمن تخليا عنا والصيادون هم من طلعوا جثة شقيقى من المياه، مضيفا فؤجئت باتصال يوم الأربعاء الموافق 17 يونيه، من نجل عمى الدكتور "محمد إبراهيم" بوفاة شقيقى "عبدالرحمن" أثناء تواجده بالخدمة، فتوجهت مع أشقائى وأقاربى والعشرات من أهالى القرية لمعرفة الأمر وأخذ الجثمان، كانت المفاجاة أن "عبد الرحمن" توفى غرقا فجر يوم الثلاثاء الموافق 16 يونيه، وظلت جثته بالماء ولم يتم استخراجها عند وصولنا، وعندما سألت عقيدا موجودا بالميناء عن الجثة، أجابنى بأن أمينى شرطة من الإنقاذ يبحثان عنها، فى بحيرة المنزلة ببورسعيد، وأن هذه إمكانياتهم فى البحث وعلى الجانب الآخر وجدنا مجموعة من الصيادين المتطوعين تبحث عن الجثة لوجه الله .
وتابع "سامح" توجهنا إلى محافظ بوسعيد لم نجده فتوجهنا إلى مدير أمن بورسعيد، الذى أكد لنا أنه غير مسموح لشرطة الإنقاذ بنزول المياه بعد الساعة 5 مساء وأنه سوف يستعين بدعم من شرطة الإنقاذ بالشرقية والسويس صباح يوم الخميس، للبحث عن الجثمان، ولكن لم يتم إرسال أى قوات .
الصيادون المتطوعون يستخرجون جثمان المجند من البحيرة
وأضاف سامح أن العناية الإلهية هى التى ساعدتنا، أثناء تصادف مرور سفينة فى البحيرة، قام أحد مستقليها بالتلويح إلينا من بعيد عن وجود جثة طافية فى نصف البحيرة، فتوجه الصيادون المتطوعون ومعهم عدد من أهالى القرية على اللنشات الخاصة بالصيادين، وتم استخراج الجثمان، وأحضر إسعاف بورسعيد سيارة له فى 5 دقائق نقلت شقيقى وهم من قاموا بإنهاء إجراءات الدفن ولم نجد أى مندوب من الشرطة يساعدنا، ووصلنا الشرقية مساء يوم الخميس أول يوم رمضان، ودفنا الجثمان دون أن يحضر مندوب من الشرطة ليقدم واجب العزاء أو يشارك فى تشييع الجثمان.
محمد: شقيقى توفى أثناء مطاردته مهربى ملابس
ويقول "محمد" يعمل بشركة عمر أفندى شقيق المجند الأكبر، إن المجند "كان فى خدمته فجر يوم الثلاثاء الموافق، على لنش مع 4 من زملائه فى بحيرة المنزلة، وأثناء قيامهم بتمشيط البحيرة، شاهدوا بعض المهربين يهربون ملابس عن طريق البحر بلنشات خاصة، فحاول مع زملائه مطاردتهم، وأثناء مطاردتهم للنش انقلب اللنش بهم، وارتطم "عبد الرحمن" بجسم صلب ولم يستطع أن يقاوم ويعوم فيما تمكن زملاؤه الثلاثة من السباحة والنجاة .
المجند الشهيد
شقيقه اسامة
والد المجند
للمجند
المجند الشهيد
المجند الشهيد
المجند الشهيد
المجند الشهيد
المجند الشهيد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة