كل منا يمر بظروف صعبة ومعاناة خلال مشوار حياته، إما أن تكون سببا فى هدم طموحه أو زيادة إصراره على تكملة المشوار، وهذا ما حدث مع الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى المولود بمحافظة بنى سويف، حيث إنه عندما كان فى مرحلة الطفولة انتقل مع والده لعمله الجديد بالقاهرة بحى الحسين، وهناك ألقى طفل صغير على وجهه"ماء الجير الحى" وهو ما أصاب عينه اليسرى وضعف بصره بشكل كبير، مما اضطر الأسرة للانتقال للعيش فى حى عابدين، وأثناء دراسته تعلم الموسيقى وأحب عزف البيانو.
لم يعلم الكثير مننا أن مشوار "شارلى شابلن العرب" انطلق وهو فى الصف الثالث الابتدائى عندما اختاره معلمه لأداء دور فتاة من خلال مسرحية غنائية، وتمت إذاعتها فى الإذاعة المصرية، وكانت فرحة والده به كبيرة، ثم انتهى من دراسته الابتدائية ليلتحق بعدها بالمدرسة "الصناعية الميكانيكية"، وهنا يلعب القدر دوره ليلتقى برمسيس نجيب وعدلى كاسب وعاطف سالم وحسين الفار، وتم انضمامه إلى فرق الهواة ثم التقى أيضاً مع عبد الرحيم الزرقانى وفريد شوقى وأحمد الجزيرى وإبراهيم الشامى حيث كونوا فرقة تمثيلية تقدم بعض العروض.
وبعد أن وضع قدميه على بداية الطريق بنجاحه فى معهد التمثيل، رحلت أمه التى تركت فى حياته فراغاً كبيراً، ولكنه لم يستسلم وواصل مشواره، حيث قام بعد ذلك بالاشتراك مع الفنان عبد المنعم مدبولى، وعمر الحريرى، وفريد شوقى، وقدم عرضاً فنياً بمناسبة عيد ميلاد الملك فاروق باللغة العربية الفصحى وكان لكل ممثل دور شعرى يعبر عن إحدى الدول العربية، جسد هو دور لبنان، وبرغم صعر دوره إلا أنه جذب الحاضرين بخفة دمه، مما اعتبره الفنان زكى طليمات عميد المعهد آنذاك بمثابة امتحان عملى له وتم نقله إلى السنة الثالثة دون أن يدخل الامتحان.
ثم تأتى صدمة أخرى فى حياته بموت أخته، ومع ذلك ظل يدخل البهجة والفرحة فى قلوب الجماهير، وضمه بعد ذلك زكى طليمات إلى فرقة "المسرح المصرى.
ومن أصعب الأوقات التى مر بها حين تلقى تلغراف يطالبه بالعودة إلى مصر حينما كان يقوم بتصور أحد اعماله فى أثينا، بسبب مرض زوجته، والتى رحلت بعد وصوله بيوم تاركه له أربعة أطفال، وبعدها بعامين توفى أخوه وهو شاب فى الـ 35 من عمره، تاركاً له 6 أبناء ليجد نفسه مسئولا عن 10 أطفال.
وكان من ضمن اعترافات الفنان الجميل عبد المنعم إبراهيم أنه كان يقبل أدواراً خلال مشواره لم يكن راضيا عنها، ولكن مطالب الحياة تقتضى بأن يقبل لمواجهة مصاعب الحياة، ورحل عن عالمنا أثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة وخرجت جنازته من المسرح القومى بناء على وصيته.
موضوعات متعلقة..
واسمه محمد أمين راتب.. صناع البهجة "الخواجة بيجو".. مصرى من الزقازيق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة