سعيد الشحات

الشهيد عبدالرحمن المتولى

الأحد، 05 يوليو 2015 06:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ابتسامة الشهيد المجند عبدالرحمن المتولى، تحرضك على أن تبقى طويلا أمام صورته، فى صورته المنشورة بوسائل الإعلام أمس يقف مرتديا ثيابه المدنية ويرفع يده اليمنى، ربما تقودنا هذه الصورة إلى الاعتقاد بأننا أمام شاب برىء، وديع، رومانسى، وقد تبدو هذه السمات على النقيض من لون الدم ولغة السلاح، غير أن ما حدث منه فى مواجهة الإرهابيين أثناء هجومهم على سيناء يوم الأربعاء الماضى يقودنا إلى فهم الجانب الآخر أو الأصلى فى الشخصية المصرية.

عبد الرحمن المتولى ابن عزبة الشال بمدينة المنصورة محافظة الدقهلية، عمره 22 عاما، ووفقا للتقرير المصور الذى عرضته الشؤون المعنوية للقوات المسلحة مساء الخميس الماضى، فإنه كانت هناك سيارة مفخخة يقودها إرهابى من المفترض أن يقوم هو بتفجيرها فى أحد الأكمنة بمنطقتى رفح والشيخ زويد، وكان هناك قوة تتكون من 17 فردا سيهاجمون الكمين، لكن الجنود تعاملوا مع الإرهابى الذى يقود السيارة المفخخة، ففشل فى الدخول إلى الكمين، وفجر نفسه بالسيارة.

ووفقا لحديث الضابط المسؤول عن الكمين فى التقرير المصور، فإنه تم تدارك الموقف بسرعة وتم تنفيذ خطة الانتشار التى تدربت عليها قوة الكمين فى مثل هذه الظروف، لتبدأ معركة هائلة وعظيمة، أدى فيها الجنود دورهم بكل ما تحمله البطولة من معنى، وذلك كما هو معتاد من الجيش المصرى، ووسط هؤلاء كان لعبدالرحمن المتولى بطولته الخاصة التى تخلده بكل فخر واعتزاز.

أصيب عبدالرحمن بطلقة فى الجنب أثناء المواجهة مع الإرهابيين، فقال له قائده الضابط: «اصبر واستحمل، انت بطل»، فاستجاب عبدالرحمن ولكن بطريقة أخرى، فهو لم يترك سلاحه، وإنما ظل ممسكا به يقاتل عدوه، حتى قتل 12 إرهابيا بمفرده، وفى النهاية استقرت طلقة فى رأسه فاستشهد على أثرها، لتصعد روحه إلى خالقها، ويكون بين النبيين والصديقين، هو حالة تؤكد على الجانب الأصلى فى شباب مصر حين يكون فى مواجهة التحدى، وأعظم هذا التحدى يكون فى لحظة الدفاع عن الأرض والعرض.

عبدالرحمن المتولى، بطل فريد من أصول اجتماعية بسيطة، فلا هو ابن باشا، ولا ابن رجل أعمال يكتنز المليارات فى البنوك، هو ابن الناس الطيبين الذين يخوضون بدمائهم معارك مصر الصعبة، ولهذا كانت الهتافات فى جنازته: «ياشهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح»، و«الشعب يريد إعدام الإخوان»، و«القصاص القصاص».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة