تنظيم ولاية سيناء أو داعش فرع مصر لن يجرؤ على تكرار مغامرة الشيخ زويد، بعد العلقة الساخنة التى كسرت عظامهم وجعلتهم موضوعا للسخرية والاستهزاء، قد يقدمون على عمليات انتقامية فردية، ويخرجون كالفئران من تحت الأرض ثم يعودون لجحورهم، ولكن ارتداءهم ثياب شمشون الجبار وجرأتهم فى الهجوم على الأكمنة لن تتكرر للأسباب التالية:
أولًا: تأكدوا أن استنساخ تجارب استيلائهم على المدن فى سوريا وليبيا والعراق مستحيل أن يحدث فى مصر، ولا قبل لهم بتحمل الخسائر الفادحة إذا عاودوا المغامرة مرة أخرى.. ثانياً: أدركوا أن سيناء جزء من جسد مصر لا يمكن عزله أو اقتطاعه، وإذا كانت موضوعا لصفقات تنازلية فى حكم المعزول وأهلة وعشيرته، فهى الآن مقبرة لمن يمس سيادتها واستقلالها.. ثالثا: شاهدوا بأعينهم طاقة جهنم التى انفتحت عليهم من جزء لا يشكل سوى1 % من القوات المسلحة المصرية، فما بالنا لو استثاروا غضب قوة الردع الهائلة التى لم تقترب بعد من أرض المعركة.. رابعا: أخطأوا تقدير رد الفعل السريع للجيش المصرى، الذى كبدهم عشرات القتلى والجرحى قبل أن تجف دماء شهدائه، ومن الآن وصاعدا فالشهيد بعشرة إرهابيين.. خامسا: لأن تجربة الجيش فى إبادتهم أصبحت نموذجا للأمل فى الدول الواقعة تحت سيطرتهم، وبدأ بعضها بالفعل يطلب تبادل الخبرات والمعلومات والمساعدة، وسوف تهب الرياح التى تقتلع جذورهم من سيناء.
معنى أن يرتدى الرئيس الزى العسكرى، هو أن مصر تعلن الحرب الشاملة على الإرهاب، لأول مرة فى تاريخ المواجهة، وأن رئيس الدولة يتصدر الصفوف ويقود العمليات ويشرف بنفسه على حشد الطاقات والإمكانيات، ومصر من أيام الفراعنة لا تكون قوية ويعمل لها الجميع ألف حساب، إلا إذا كان رئيسها قويا ويرفع هامتها وقامتها، وتضعف وتتدهور أحوالها عندما يتولى زمامها حكام ضعاف، وتأتى شرعية السيسى من تفويض الشعب له باسترداد الوطن من الجماعة الإرهابية وتطهير البلاد من الإرهاب، وإذا كان فئران غزوة الشيخ زويد الفاشلة وضعوا من بين أهدافهم إحراج الرئيس، فقد خاب مسعاهم وزاد التفاف الناس حول الرئيس، ومناشدته أن يضرب بكل قوة، وأن يثأر لشهدائنا الأبرار، وأن يلقن الإرهابيين درسا لا ينسونه، ولا يفكرون فى تكراره.