يحرص تنظيم داعش الإرهابى على تصدير صورة ما بأنه تنظيم قوى وعنيف ومستمر يذبح خصومه ويبيع جوارى ويصدر بيانات ويدمر آثارا ومعابد ومساجد ويعدم ويقتل. وينتشر ويتوغل، ويريد أن يسيد اسم تنظيم الدولة ويمحوا داعش ويصر على تسويق اسم الدولة أو الولاية، وأن يربط التنظيمات المختلفة فى كل الدول بالتنظيم وأميره المزعوم. من جهتها قناة الجزيرة تحرص على ترويج الاسم المفضل وتتعامل كواجهة إعلامية لداعش. وفى مصر تنشر التفجيرات لحظة وقوعها، وتنشر بيانات الإرهابيين كما يريدونها، وفى الهجمات الأخيرة استبقت الجزيرة وأعلنت انتصارات وهمية للتنظيم الإرهابى، وأرقام مزيفة عن قتلى التنظيم، وحولت هزائمه إلى انتصارات.
ولما تأكدت من الهزيمة المنكرة والفرار المخزى للفئران أطلقت الوصف الكوميدى وقالت إن القوات المصرية استخدمت القوة المفرطة، وبدا الحديث عن قوة مفرطة من الجيش المصرى مفرطا فى الكوميديا. واتصلت القناة بمسؤول إسرائيلى وسألته المذيعة عما إذا كان هناك تنسيق بين مصر وإسرائيل فنفى المسؤول وقال للمذيعة إن مصر دولة قوية ومستقلة ومن حقها اتخاذ ما تراه من إجراءات فعادت المذيعة وقالت للمسؤول الإسرائيلى إن مصر تخالف اتفاقايات السلام وتدخل قوات إضافية فيرد المسؤول بالنفى وأن من حق مصر التصرف كما تشاء. وبدا الأمر مضحكا ومخزيا للقناة التى بدت مرتبكة لأنها لم تتوقع أن يسحق الجيش المصرى جرذان التنظيم.
ثم تأتى زيارة الرئيس السيسى لجبهة سيناء، وبحثت القناة عن موضوع فكان الزى العسكرى وماذا وراءه ولماذا وكيف، القناة ومعها طواقم المحللين المستأجرين مطلوب منهم اختراع أى كلام لملء الوقت وإرضاء الممولين. فانتقلوا من التحليل إلى الكوميديا.
كان هذا حال الجزيرة فى سياق حالة الصدمة والضياع، ونفس الأمر بالنسبة لأعضاء الإخوان فهم يشجعون الإرهاب، ويروجون ما تراه القناة وبدوا حزانى من هزيمة وفرار الإرهابيين. بل إنهم فى سياق الصدمة اعترف القيادى الإخوانى بأنهم يستهدفون أبراج ومحطات ومحولات الكهرباء ويعتبرون هذا الأمر حقا لهم وأن التخريب عقاب للشعب.
وكان هذا هو الموجز والتفصيل لموقف الجماعة والقناة وكل حلفاء التنظيم والجماعة على مواقع التواصل، ممن بدوا حزانى ومصدومين بعد أن نشروا أكاذيب الفئران، واكتشفوا الإذلال الذى تعرض له انغماسيون ومنحازون دواعش.
والمدهش والمفرط أن بعض سكان مواقع التواصل من أصحاب العقلية المعملية الفذة ممن يكرهون أنفسهم وغيرهم فقد رددوا مناقشات الجزيرة بطريقتها وموضوعاتها وأسئلتها، وبدوا مفرطين فى العبط والتوهان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة