كتب الشهيد سامح القصبى ابن قرية «ميت أبوغالب» مركز كفر سعد محافظة دمياط على صفحته الشخصية «فيس بوك»: «لا تبكوا على، تحدثوا معى بالدعاء، اجعلوا قبرى نورا فربما رحيلى قريب، هذه وصية وليست مجرد رسالة».
كتب «سامح» هذه الكلمات المؤثرة، قبل استشهاده فى المعركة البطولية التى خاضها جنودنا البواسل فى رفح والشيخ زويد بسيناء ضد الإرهابيين يوم الأربعاء الماضى، وانضم بذلك إلى قافلة الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض مصر لأجل أن نعيش بأمان وسلام هانئين بحياتنا على الأرض، بينما يهنأ هو وكل الشهداء بالحياة فى الجنة مع النبيين والصديقين.
تعيدنا كلمات سامح القصبى إلى كلمات مماثلة كتبها شهداء آخرون منذ بدأت العمليات الإرهابية فى سيناء، والملاحظ أنها تشمل نفس التنويعة فى اللغة التى تقود إلى أن أصحابها يشعرون بأن أيامهم فى الدنيا على وشك الانتهاء، فيدعون ربهم بأن يحسن خواتيمهم، وتكون الشهادة هى حسن الختام، كتب الضابط ملازم الشهيد محمد عادل عبدالعظيم: «اللهم أحسن خاتمتنا» فاستشهد فى نفس المعركة التى استشهد فيها «سامح القصيبى»، وفى شهر سبتمبر 2014 استشهد النقيب أحمد حجازى فى رفح، وقبل أن ينتقل إلى سيناء كتب وصيته: «يا أهل بيتى الأعزاء لقنونى كلمة التوحيد «لا إله إلا الله» برفق وهدوء، حتى تكون آخر كلمة ألقى بها ربى، وإن كنت فى معركة لا يغسلنى أحد، بل لفونى فى ثياب وادفنونى بدمى، واتركونى على حالتى».
فى نهاية شهر مارس الماضى استشهد النقيب محمد جمال الأكشر فى سيناء، بعد أن كتب على صفحته: «حين أتوفى لا تتركونى ولا تبكوا على، إنى لا أحب الوحدة والظلام، تحدثوا معى بالدعاء، واجعلوا قبرى نورا فربما رحيلى قريبا، وصية ليست مجرد رسالة»، وكتب أيضا عن منزلة الشهيد عند الله، وبدا من كل ذلك أنه يتنبأ بموته.
الأمثلة السابقة ليست حصرا كاملا، فهناك الكثير من الحالات لأبطال كتبوا مثل هذه الوصايا، وتحدثوا عن عظمة الشهيد ومرتبته عند الله، مما يقدم لنا تفسيرا إضافيا لتلك الحالة البطولية التى يظهر عليها جنودنا العظام فى حربهم ضد الإرهاب، وما حدث يوم الأربعاء الماضى ضد الإرهابيين فى الشيخ زويد ورفح خير دليل على ذلك، فهؤلاء يقدمون الاستشهاد على الحياة، ويدخلون معاركهم بهذا اليقين، والدليل تلك الوصايا المكتوبة قبل استشهادهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة