قالت: منذ طفولتى وأصوات إلهية تكلمنى.. والكنيسة تعتذر وتمنحها لقب "قديسة"

أفكار قتلت أصحابها.. جان دارك لكنيسة أحرقتها حية بعدما نسبت انتصارها على الإنجليز لـ"الله"

الأربعاء، 08 يوليو 2015 09:00 ص
أفكار قتلت أصحابها.. جان دارك لكنيسة أحرقتها حية بعدما نسبت انتصارها على الإنجليز لـ"الله" جان دارك
كتبت نبيلة مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أنت الملك وإذا فعلت ما سأقوله لك، فإن الإنجليز سوف يطردون من فرنسا ويعترف بك الجميع ملكا"، هكذا أقنعت المناضلة الفرنسية جان دارك، وقد ارتدت زى المقاتلين الرجال، الملك شارل السابع، بقيادة معركة تخلص بلادها من قبضة الاحتلال الإنجليزى، بعد إقناعه بأنها تسمع صوتا إلهيا يدعوها لتحرير بلادها من الاحتلال، فقادت الجيش الفرنسى فى عدة معارك فى حرب المائة عام، وهى فى الـ17 من عمرها، واستمرت معركتها الأولى ثلاثة أيام وانتهت بتحرير مدينة أورليان التى حاصرتها أكبر جيوش الاحتلال الإنجليزى.

وبعد تتويج الملك شارل السابع ملكا شرعيا على فرنسا فى 17 يوليو عام 1429، خاضت جان دارك، عدة معارك ضد جيش الاحتلال الإنجليزى لتحرير بقية الأراضى الفرنسية، فأسرت فى إحدى المعارك على أيدى جنود دوق مدينة "بورجونى" الذين اتبعوا الإنجليز، ثم قدمت لأحد المحاكم الكنسية بتهمة الهرطقة، وأثناء دفاعها عن نفسها قالت إنها كانت تسمع بعض الأصوات التى دفعتها لتحرير بلدها، وإن المعارك التى خاضتها استعانت فيها بقوة إلهية، فاتهمتها المحكمة بالإلحاد والهرطقة والسحر.

وفى 30 مايو من عام 1431 حكم عليها بالإعدام حرقا فى ساحة السوق ببلدة "روان"، وهى مشدودة على الخازوق، وكانت تردد وقتها أن كل ما فعلته كان "بأمر من الله"، واستمرت بعد موتها حرب المائة عام بين فرنسا وجيش الاحتلال الإنجليزى لمدة 22 عاما.

أعادت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية فى عام 1920، محاكمة جان دارك وتمت تبرأتها من التهم المنسوبة لها، ومنحت لقب "قديسة" بعد الاعتراف بالدور العظيم الذى ساهمت به فى تحرير بلادها، وأصبحت فيما بعد رمزا من رموز المقاومة والتمرد ومثالا يحتذى به للمرأة الفرنسية.

وروى عن القديسة والمناضلة جان دارك التى نشأت فى إحدى قرى الريف الفرنسى، عدة روايات تشير إلى تميزها الفطرى منذ الصغر، منها الواقعة التى حدثت أثناء طفولتها فعندما كانت فى سن السادسة من عمرها، تعثرت إحدى جاراتها فى الولادة بشدة، وكان الجميع على يقين من عدم نجاة الأم وطفلها، وكانت جان دارك تحب هذه الجارة فدخلت إلى غرفتها وطلبت من الجميع الكف عن الصراخ، حتى تدعو الله وتتوسل إليه، جثت بعد ذلك على ركبتيها ودعت الله أن ينجى جارتها وطفلها من الموت، وبالفعل ولد الطفل سليما وتعافت الأم، ومنذ ذلك الحين ذاع صيت جان دارك، ولقبها الناس بـ"المباركة"، وكانت أول ملجأ لهم كلما أصابهم مكروه.

وبدأت جان دارك فى سن العاشرة من عمرها، الحديث عن أصوات تدعوها للمداومة على الابتهال لأنها هى الخلاص لوطنها، وأن عليها الاستمرار فى عطفها على الفقراء ومساعدتهم، ولم تصمت هذه الأصوات، حيث قالت إن أصواتا إلهية هى التى دعتها لتحرير وطنها، ولم تتبرأ من هذه الأصوات حتى دفعت حياتها ثمنا لها، فأصبحت أيقونة للصمود والتضحية من أجل وطنها وإيمانها بقدرتها على تخليص بلادها من الاحتلال.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة