نحن المصريون، نعشق حالة الاسترخاء والأنتخة، عقب تحقيق التقدم والانتصار فى أى مجال من المجالات، ورغم حالة التربص الكبيرة للجماعات والتنظيمات الإرهابية، بأمن وأمان البلاد، عن طريق تنفيذ عمليات إرهابية خسيسة ضد البشر والحجر معا، وسعيهم الدؤوب، وعدم الاستسلام لليأس والإحباط مع فشل معظم العمليات، إلا أن الأجهزة الأمنية، ومن خلفهم المواطنون، يستسلمون لحالة الاسترخاء والانتخة عقب إجهاض عملية إرهاببة كبيرة، مثلما حدث الأربعاء الماضى فى رفح والشيخ زويد.
هنا مكمن الخطر، لا يمكن أن تتسلل حالة الاسترخاء والأنتخة، للأكمنة، والمواقع الأمنية، بل يجب عليها أن تكون فى قمة جاهزيتها، واستعدادها، القتالى، واليقظة العالية، والاهتمام بأدق التفاصيل، وأيضا، انتقال المواطن العادى من الحالة السلبية، إلى الإيجابية، وعليه الإبلاغ فورا عند اشتباهه فى سلوك جيران جدد له، أو تصرفات أشخاص فى الشارع وأمام المنشآت الحيوية، ووسائل المواصلات، مثلما فعل سائق التاكسى الشجاع بالأقصر الذى شك فى أشخاص، طلبوا منه توصيلهم لمعبد الكرنك، وعندما لاحظ تصرفات غير مفهومة، وأشكال غير المتعارف عليها فى محافظته، ثم مطالبته عدم الاقتراب من حقائبهم، كل ذلك دفعه إلى إبلاغ الأمن، ولولا هذا السائق، لكان قد حدث ما لا يحمد عقباه.
وعقب الأداء والملحمة البطولية التى سطرها أبطال الجيش المصرى صباح الأربعاء الماضى، فى سيناء، عندما أحبط مخططا إرهابيا هو الأكبر من نوعه منذ 30 يونيو 2013، واستطاع قتل 241 إرهابيا، والقبض على العشرات، نطالب أبطال الجيش المصرى، وجميع الأجهزة الأمنية، إعلان حالة الاستنفار القصوى، والوصول إلى أعلى درجات التركيز واليقظة، وعدم الاسترخاء والانتخة، بعد النصر الكبير الذى أحرزوه، لأن الجماعات والتنظيمات الإرهابية تخطط للرد وإثبات الوجود خلال الفترة المقبلة، بتنفيذ عدة عمليات إرهابية، تعيد لها أمجادها المفقود.
والدليل ما كشف عنه موقع «ديبكا» الاستخباراتى الإسرائيلى، خلال الساعات الماضية، بأن تنظيم داعش الإرهابى يعزز قواته فى مصر عبر ليبيا والعراق، استعدادًا لخوض معركة جديدة مع قوات الجيش المصرى فى شبه جزيرة سيناء.
وقال الموقع: «إنه حصل على معلومات استخباراتية تؤكد نية داعش فى هجوم جديد على مواقع للجيش المصرى، حيث إن معركتهم لم تنتهِ بعد»، على حد وصفهم.
وأوضح الموقع الاستخباراتى، أن داعش استدعى متطرفين مصريين يتبعونه كانوا موجودين فى ليبيا منذ فترة طويلة، وتكليفهم بتنفيذ عمليات إرهابية نوعية فى القاهرة ومحافظات مدن القناة، زاعما أنهم تمكنوا من العودة لمصر مرة أخرى بمساعدة مهربين يتبعون جماعة الإخوان، وحزب الله اللبنانى، وحركة حماس الفلسطينية، والتى تُمكِّنهم من جلب الأسلحة والذخيرة بطريقة غير مشروعة عبر ليبيا.
موقع ديبكا الإسرائيلى يعد أكبر وأبرز المواقع الاستخباراتية التى لديها مصداقية، ومعلوماته الأكثر دقة، ومن ثم يجب على الأجهزة الأمنية المصرية أن تتعامل مع هذه المعلومات المنشورة بالموقع، بجدية كبيرة، واستعداد عال المستوى، والتخطيط على أن يجعلوا من هذه المعركة، بداية النهاية للتنظيمات والجماعات الإرهابية.
دندراوى الهوارى
ظاهرة «الاسترخاء والأنتخة» لا مكان لها فى مواجهة التنظيمات الإرهابية
الأربعاء، 08 يوليو 2015 12:09 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة