الحل هو إنشاء إدارة لتوثيق جرائم الجماعة الإرهابية، بالصوت والصورة والوثائق والمستندات وشهادات الشهود وصور شهداء الإرهاب، ونشرها على نطاق واسع فى المحافل الدولية بعد ترجمتها لمختلف اللغات، ليعرف العالم كله أن قضية مصر عادلة، وتدافع عن الحياة ضد صناع الموت. وليس معقولًا ولا مقبولًا أن تقوم الجماعة الإرهابية بالتوثيق الكاذب لجرائمها، بينما أصحاب الحق يقفون فى خندق الدفاع والرد. ولابد أن تكون ذراعنا طويلة، وحجتنا قوية، ورجالنا أشداء بالحق والعدل والمنطق وإجادة فنون مخاطبة الآخر، بمنطقهم وليس منطقنا، وطريقتهم وليس طريقتنا، وأن تكون الرسالة للخارج وليس للداخل.
لابد أن نطرق كل الأبواب، ونعبئ الأصدقاء، ونوظف الإمكانيات، فلدينا سفارات ومراكز إعلام وجماعات ضغط من المصريين فى الخارج، وتحتاج هذه المنظومة إلى حسن الإدارة والتوجيه، ولا نترك كل طرف يدير المعركة بأسلوب الكر والفر، أو وفقًا للمهارات الشخصية، ودرجة الاقتناع والإقناع، فلو شاهد العالم بشكل مكثف جثث المدنيين التى تتطاير فى الهواء بفعل القنابل القذرة، وقصص الشهداء الأبرار الذين يفتدون الحضارة والإنسانية بأرواحهم، والآباء والأمهات والزوجات الذين فقدوا فلذات قلوبهم، سينقلب الموقف رأسًا على عقب، وتختفى موجات الكذب والافتراء والتضليل التى تجيدها جماعة الشيطان.
يجب ألا نترك محفلًا دوليًا إلا ونثير فيه حكاية شعب يريد الحياة ضد جماعة تصنع الموت، وتريد أن تختطف وطنًا ضد إرادة شعبه، وتقضى على حضارة عمرها عمر التاريخ. ولابد أن تصل وثائقنا إلى المحاكم الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات الدولية لحقوق الإنسان، وأن نطلب من العالم الحر أن يدين جرائمهم، ونفضح الدول التى تتآمر معهم، وتحتضن عناصرهم، وتسبغ عليهم الحماية والدعم.
مصر فيها طوابير طويلة من السياسيين والدبلوماسيين والقانونيين والشخصيات الدولية الذين يمكن أن يتطوعوا لهذه المهمة المقدسة، وإيمانهم بالوطن والدفاع عنه أقوى من مرتزقة «الإرهابية» الذين يتسولون تعاطف العالم بالخداع والمداهنة، وابتعدوا عن مشتتى الهوى ومراوغى الكلام والباحثين عن مجد شخصى زائف على حساب قضية الوطن، ولتكن رسالتنا للعالم هى الدفاع عن الحضارة والأصالة والسلام والاستقرار، فى مواجهة جماعات الموت والدمار.