أكرم القصاص

هل الأمريكان والأوروبيون جادون فى مواجهة داعش؟

الخميس، 09 يوليو 2015 05:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمكن قراءة هجمات الإرهاب فى سيناء دون النظر لباقى خريطة السياسة بالمنطقة. ولو كان الإرهاب اليوم هو نفسه إرهاب التسعينيات لكان قابلا للفهم، لكنه يتجاوز نظريات المؤامرة، إلى صور أقرب للحرب الباردة التى انتهت قبل عقدين. ولهذا يمكن توقع موجات أخرى مثل هجمات الأربعاء التى حقق الجيش فيها نقاط تفوق، وما تزال الحرب قائمة.

أمريكا وأوروبا تؤكد فى العلن مواجهة إرهاب داعش، بينما لا يظهرون جدية، كأنهم حريصون على بقاء التنظيمات، طالما كانت بعيدة عنهم. السؤال مطروح فى أوربا بلا إجابة.

يوما ما كانت أمريكا تساند العراق فى حربها ضد إيران، وتمنح إدارة رونالد ريجان أسلحة لإيران. الولايات المتحدة قادت تحالفا لإسقاط صدام حسين، ونظام القذافى بعد عشر سنوات، لا يمكن أن تكون عاجزة عن مواجهة تنظيمات إرهابية هى من وضع لبنتها، الجماعات المسلحة تجمعت من كل دول العالم فى سوريا والعراق تحت سمع وبصر الولايات المتحدة، بل وبتمويل ومعاونة من حلفاء بالخليج وتركيا.
تحدث الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن حرب على تنظيم داعش، قال إنها حرب طويلة، وأنه لن يتدخل بريا، مع علمه بلا جدوى الضربات الجوية من شهور. البريطانيون أيضا يصدرون تصريحات ضد الإرهاب بينما يتفرجون مع أمريكا على مذابح داعش فى سوريا والعراق وليبيا. وفى تونس قتل الرزوقى عشرات البريطانيين والألمان والإيطاليين، فى نفس الوقت الذى هاجم فرنسى داعشى مصنعا للغاز، وقطع رأس فرنسى. وهناك أنباء عن سرقة أسلحة ومتفجرات من أحد مخازن الجيش الفرنسى، وتنبيهات أمنية باحتمالات وقوع هجمات ارهابية فى بريطانيا ودول أوروبا.

مع هذا لا يبدو الغرب مهموما كثيرا بمواجهة الإرهاب فى العراق وسوريا وليبيا. دول حلف الناتو تدخلت بدعوى مساندة الشعب الليبيى فى مواجهة تسلط القذافى وجنونه. اليوم ليبيا تغرق فى جحيم أشد وطأة مما كان تحت حكم القذافى دون أن تتحرك قلوب أوروبا.

كانوا قادرين على إسقاط صدام والقذافى، وكلاهما كانت لديه قوة أكبر من داعش وباقى الجماعات الإرهابية، لكنهم لا يبدون جدية فى مواجهة الإرهاب ولا يظهرون أى حس إنسانى أو خوف «حقوق إنسانى» على آلاف العراقيين والسوريين ممن يذبحون وتباع نساؤهم كسبايا. أو تدمير الحضارة والآثار، وحرق المدن والقرى والمواطنين أحياء.

أمريكا وبريطانيا وأوروبا يتفرجون، وكل هدفهم ألا تصل الهجمات إلى بلادهم وهناك علامات ومظاهر على أن التنظيمات الإرهابية مثل داعش جزء من معادلات سياسات وأهداف تظهر بعد سنوات، مثلما كان فى الحرب الباردة، التى كانت تزدحم بالتناقضات.

ولهذا نحتاج الكثير من اليقظة فى مواجهة حرب باردة معقدة بلا بداية ولا نهاية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة