مهما أكدنا وقلنا وأكد غيرنا على «التواصل»، وقبلها على «المقاهى» وفى كل «جرن»، وحتى فى جلسات «فسحات» الأزقة والحوارى، وصالونات الفيلات والقصور.. أجيالًا وراء أجيال، «كذب المنجمون ولو صدفوا».. يبقى الحال على ما هو عليه، فما زال المصريون يبحثون عن «العمل».. وهل هو على ظهر الجمل؟ أم فى قبر مهجور أو فى قاع محيط منثور.. وربما وُضع وبُنى عليه سور؟!
الحكاية هذه المرة أن نجم الزمالك أيمن حفنى سقط مغشيًا عليه بحرارة مرتفعة، ونزلة «إسهال»، أخرجته من تشكيلة الزمالك أثناء فترة الإحماء قبل لقاء القمة، وما قيل إن الطب لم يجد شيئا لهذه التطورات السريعة جدًا التى أفقدت الزمالك أحد أهم مفاتيح لعبه فى القمة «110»!
ربط مجلس الزمالك ورئيسه الواقعة بـ«السحر»، مؤكدين أن أدوات إيذاء البشر موجودة ومنصوص عليها فى كل الأديان!
تحرك عضو المجلس الأبيض بمعاونة من بعض محبى الزمالك.. بحثًا عن الحل، وظل البحث جاريا، حتى قبل لقاء طلائع الجيش بـ48 ساعة، كانت كفيلة بظهور عنوان لرجل قبل أنه يساعد من لديه مشاكل.. لكنه يطلب أولًا الحالة الطبية، بما يعنى أن رغبته فى التأكد بأن كل الوسائل العلاجية لم تفلح مع «الحالة» المعروضة عليه!
أما إذا كانت الأزمة نفسية أو معنوية مرتبطة بالتوفيق فى الحياة ومناحيها، فإن الشيخ يتفق مع أهل «الحالة» على أنه سيبحث بموجب علوم الفلك، والاستعانة بالدعاء وطلب الإجابة بالتقرب إلى الله، ربما بالتصدق أو فعل الخير إلى جانب السؤال، لرفع الغبن!
هذا الرجل الذى وصفه مصدرنا حاضر الواقعة بأنه أقرب إلى التصوف يقطن فى قرية صغيرة تقترب من «شبراخيت» بالبحيرة، موضحًا أنه أيضًا شخص كريم، قدم كل واجبات الضيافة لزائريه وشدد على كونه ليس ساحرًا.. ولا يوجد لديه طلاسم، ولا يتحدث بلغة «حوكش.. موكش.. كلوكش».. لكن كل ما سيقدمه أن يتأكد بعلمه هل تعرضت الحالة للإيذاء من قوى شريرة، بحسب وصف مصدرنا، من عدمه؟!
عضو الزمالك حمل معه بيانات عن «الحاوى» أيمن حفنى تشمل الاسم كاملًا وتاريخ الميلاد بالعربى والأفرنجى.. يعنى الميلادى والهجرى.. بالإضافة لاسم الأم، وأى قطعة من ملابس «الحالة» شريطة أن يكون تم استخدامها بما يعنى أنها محملة برائحته وتسمى «الأتر»!
البداية كانت حالة التشكك، هل سيقدم الشيخ الشبراخيتى الحل.. خاصة أن الأهلى لم يكن قد لعب مباراته مع سموحة، وبالتالى كان الفوز بها، قبل أن يلعب الزمالك مباراة طلائع الجيش يعنى باستمرار عدم إعلان الزمالك بطلًا؟!
ربما أصابت الحيرة من صدقوا، بل ومن الأساس كان تفكيرهم منصبا على وجود «إيذاء» بالسحر مثل رئيس الزمالك وأغلب الأعضاء والبعض فى جهاز الكرة ودفعتهم حيرتهم إلى سرعة اتخاذ القرار، وعلى الفور استقل مندوب المجلس سيارته ليلتقى بمن أعد الموعد ويذهبوا إلى الشيخ، الذى بادرهم بعد أن راجع البيانات لمدة دقائق، بأنه يحتاج بعض الوقت لإبداء الرأى النهائى!
مندوب الزمالك أبدى رفضه مؤكدًا أن الوقت فى غير صالح الزمالك استجابة للقرار الذى كان يظنه فى البداية أياما، لكنه اطمأن عندما عرف أنها مجرد ساعات لا تتعدى الثلاث، وبلا مغادرة لأى من الموجودين!
مر الوقت بقراءة بعض الآيات، وأوراق بها حسابات «للطالع» وبعض الرموز الحسابية.. بعدها يعلن الشيخ أن هناك إيذاء متعمدا، وأيضاً توجد أوراق وقطعة قماش قد يكون حفنى استخدمها مثل قطعة من ملابسه سواء الرياضية أو العادية، مكتوب عليها «طلاسم» ترجمتها هى «المرض لحفنى ورفاقه»!
مصدرنا أكد أن «مندوب» الزمالك، خرج مسرعا ليحمل البشرى لرئيس النادى والمجلس، بأن «العمل» انكشف، خاصة أن الشيخ قال لهم إن الحل بسيط بأن يقرأ المصاب ومن يغشى عليه «المعوذتين» وأجزاء من سور القرآن الكريم: «الكهف والبقرة ويس».. وأنه- الشيخ- سينهى هذا الأمر سريعاً، مؤكداً لزواره أن عودتهم للقاهرة ستحمل لهم البشرى وسيكون حفنى كامل العافية فى المران، وكذا كل رفاقه!
الأكثر دهشة- بحسب مصدرنا- أن مندوب الزمالك عاوده القلق عندما رفض الشيخ أن يتقاضى أجرا، وأن كل ما طلبه، هو أن يتصدق أيمن حفنى ورفاقه، وأن يعينوا البسطاء على الحياة، دون أن يحدد أرقاما بل قال لهم: الصدقة ليس لها أرقام، إنما فقط يخرجها صاحبها بنية الستر والسلامة!
الشيخ طلب من زائريه أيضا ألا يفصحوا عما حدث، لأنه لا يريد الزج باسمه، حتى لا يتهم بأنه دجال، بل أكد للوسيط أن من سيخرج ليحكى حكاية «فك العمل» الذى كتب كما قلنا على قماش وبعض الأوراق، وليس على «جلد جمل» «منه لله»، لأنه سيدعى عليه الدجل كذباً!
المثير.. أن حفنى أكد لمحدثيه عقب عودة «مندوب الزمالك»، أنه يشعر بالنحس الكامل.. إنما، وبحسب مصدرنا، كان قد عرف أن الشيخ «فك العمل».. وبالتالى فإن الاعتقاد وحده كافيا لنجم الزمالك، الذى نسى أنه كان منتظما فى تناول العلاج والتدريب خلال هذه الأيام التى سبقت مباراة طلائع الجيش، والساعات التى سبقت مباراة سموحة والأهلى، وترك الباب مفتوحا لحل «العمل»!
فى الطريق وخلال عودة مندوب الزمالك.. وعلى مدى أكثر من4 ساعات كان الحوار الدائر بينه وبين محدثيه سواء رئيس النادى أو أعضاء المجلس، حول دائرة الاشتباه، ومن الجانى؟! وتحديدا، لأن الشيخ لم يقل لهم من الجانى.. بل أكد أن من نال منه «العمل»، هو الأجدر على معرفة خصومه، ومدى استخدامهم لنظافة الخصومة.. دائرة الاتهام التى كان الأهلى على رأسها دخلها أيضاً كثر.. ما بين مدربين انتهت علاقتهم بمجلس مرتضى.. ومجلس عباس، وبالطبع ممدوح عباس نفسه، وأيضاً خصوم على المستوى الشخصى سواء لنجم الزمالك، أو للمجلس الأبيض.
انتهت حكاية «العمل» كما وصلتنا.. ونقدمها للقراء.. بعيدًا عن أى قناعة بهكذا مواضيع.. وطرق للحياة فى المحروسة.. ففكرة الأعمال والجن والعفاريت هى موروث وفولكلور مصرى وعربى وربما عالمى أصيل.. يصدقها من يصدقها.. ويرفضها من يرفضها.. لتبقى النتيجة واحدة «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا».
وأيضاً كذب المنجمون ولو صدفوا!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة