ماذا بعد ؟.. السؤال الذى تردد كثيرا بعد وربما اثناء الفرح بمشروع قناة السويس، الذى خلق نوعا من التحفيز يمكن استغلاله فى مزيد من الخطوات والمشروعات المهمة. والخطوات القادمة فى القناة سوف تحدد شكل التعامل مع المشروع ،خاصة وأن محور قناة السويس كان مطروحا لكن لم تتوفر الارادة لتنفيذه، وهو الان قيد التنفيذ.
والمحور يحمل طموحات اقتصادية وصناعة، وتجارة ايضا، ربما اعادة فكرة المنطقة الحرة من دون عيوبها التى حولتها يوما إلى ممرات للتهريب وضرب الصناعة. فضلا عن كون القناة حلقة مهمة من ممر التنمية.
الخطوة الأهم عبور ماء النيل إلى سيناء، وهى الخطوة التى تأخرت، لأن تنمية سيناء لاتعنى فقط السياحة، بالرغم من اهميتها، لكنها تعنى الزراعة والتصنيع، والصناعة هنا يفترض ان تقوم على صناعات غير ملوثة حتى يمكن الحفاظ على طبيعة سيناء.
غياب التنمية فى سيناء كان احد عوامل نمو الارهاب خاصة مع انخفاض تالكثافة السكانية، حيث يخلق فراغات يمكن ان تنمو فيها التنظيمات التكفيرية، التى نزحت واستوطنت خلال سنوات، وتضاعفت اعدادها بعد يناير 2011، مع الانفلات الامنى وضعف الدولة كانت مطالب تنمية سيناء مرفوعة دائما من قبل الخبراء والسياسيين وايضا ممن يعرفون ان الامن يستقر اكثر بالاستقرار الاقتصادى والتنمية التى تسد فجوات ينفذ منها المهربون والارهابيون.
سيناء بحاجة إلى خطط سريعة وايضا بعيدة المدى، ولدى مدن سيناء مقومات يمكن ان تساعد على التنمية الزراعية والصناعية، ومع الاعتقاد فى كون نقل ماء النيل إلى سيناء خطوة مهمة، إلا ان شبه الجزيرة بحاجة إلى مشروعات تستفيد وتوظف ماء السيول الذى يتساقط كل عام ويذهب إلى البحر بينما يمكن ان يشكل فى حال تم تخزينه موردا كبيرا للرى والزراعة فى سيناء مع ماء الآبار. وإذا اضيف اليها ماء النيل تكون الفرصة للتنمية أكبر.
لقد خلق نجاح تطوير قناة السويس والفرع الجديد فى بث روح التفاؤل لدى قطاعات كثيرة من الشعب، وربما الامر بحاجة لطرق الحديد وهو ساخن من خلال التخطيط لعمليات تنمية كبيرة سوف تفيد فى تعمير سيناء وتغرى مصريين بالانتقال والعيش فى شبه الجزيرة لتكون هناك امكانية تطبيع الوضع بسيناء والقناة.
ربما نحن بحاجة لاستغلال الدفع الذاتى الذى ةوفرته القناة لفتح افاق جديدة والبدء فى تحقيق احلام ممكنة تمثل اضافات حقيقية للتنمية بمصر. ومعها بالطبع التوسع فى الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية لسيناء التى أصبحت تمثل اختبارا مهما للارادة والتنمية. مع ما وفرته القناة من محفزات مهمة، فضلا عن تجربة التمويل الذاتى الشعبى تمثل حلا يمكن تكراره.