العلاقات هى ما يحكم الجنس البشرى على مر العصور، حب وكره وغيرة وغضب حتى وإن كانت كلمة "عادى" تعبر عن علاقة، لأنها بالفعل علاقة مع شخص لا تحمل له أى اهتمام سوى أنه عادى.
تربطنا ببعض خيوط، وكلما زادت قوة الخيط وكلما تغير لونه تظهر العلاقة جلية بيننا وبين من حولنا وأجمل ما فى هذه الخيوط أنها كأوتار الكمان بوسعك أن تجعلها مشدودة أو مرتخية كما شئت لكى ترتاح العلاقة وتلمس روحك.
فمثلا لو أردنا أن نصف كل العلاقات التى تربطنا بمن حولنا من حيث القوة واللون لاعتبارها خيوطا، سنجد أن جميعها نشأت من لون أبيض ويرجع ذلك إلى فطرة حسن النية التى بداخلنا جميعا وسنجد أن الخيط ليس بمشدودا ولا بمرتخى ويرجع ذلك إلى صراع داخلى ناشئ من القليل من عدم الثقة والحرص وذلك ما يجعل العلاقة مرتخية والأمل فى أن يكون هذا الشخص وهو المنتظر كصديق أو حبيب أو شخص ترتاح إليه وهنا تأتى شدة الخيط.
نبدأ بعد ذلك فى شد الخيوط وتلوينها كما نشاء، حيث إن أول شعور يصيبنا تجاه أشخاص جدد بعد ارتياحنا إليهم هو الحب حينها نبدأ بتلوين الخيط بالأحمر وشد الخيط أكثر بالاهتمام وإظهار الود وهنا يرتسم طريقان الأول وهو شد الخيط لدرجة مناسبة فتسير الأمور على خير ما يرام والثانى وهو الأسوأ وهو قطع الخيط بالملل.
ثم نمسك بخيط آخر وهو خيط الثقة الذى يتملكه اللون الرمادى ليس لأنه يأخذ من الأبيض والأسود ولكن للرمادى جديته والثقة خيط لا يجب أن يتملكه العبث فى بعض الأوقات ويكون شديدا إذا نالها شخص جدير بها.
خيط الكره، أسود كما حزرتم ولكن أيكون قويا أم مرتخيا..؟، يتولد شعور الكره كنتيجة للإيذاء من قبل أشخاص فلا يوجد كره بلا سبب كما نسمع وكلما زاد شكل الإيذاء زاد الخيط قوة ليرد الأذى، أما يرتخى الخيط بالوصول لسلام نفسى بالصفح فى وضع قوة وهنا أيضا يتغير اللون ويزول السواد وإن تبقت بقع قليلة.
الغيرة، خيط أصفر، ليس شديدا فقط بل حاد إلى أقصى درجة لأن وإن كان الكره يولد انتقاما فإنه سيكون رد فعل ولكن الغيرة تكون فعل ومن الممكن أن تولد الإيذاء الذى يتولد من الكره فالغيرة فعل ليس رد فعل.
أخيرا خيط الراحة، أخضر كما أراه دائما، فإن علاقة الراحة قد تظهر سهلة ولكن هى معقدة فالراحة تكمن فى ضبط كل الخيوط بإحكام حتى تقترب من بعضها البعض وتظهر فى شكل خيط واحد تلونه بالأخضر.
لونت الخيوط كما أراها من جانبى، حتى اخترت مدى قوتها ولكن لكل منكم الاختيار، لونوا علاقاتكم كيفما تريدون وحددوا قوتها ولكن ابنوا دائما جسورا تجعلكم أقرب للناس لا سدودا تجعلكم منعزلين عنهم.
اللحظة التى تقرر فيها أن تقطع خيطا يوصلك بشخص ما فكر جيدا لأنه عندما ينقطع وتر الكمان تحتاج لتغييره لا لإصلاحه وعودته كما كان.
أصدقاء - صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة