علا الشافعى تكتب: وانطفأت شمس نور.. الفنان المتصوف الذى ملك روح الفن.. رفع شعار حرية الإنسان.. شخصياته السينمائية قراءة فنية ومراجعة للتاريخ الاجتماعى والسياسى والاقتصادى فى المجتمع العربى

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015 10:22 م
علا الشافعى تكتب: وانطفأت شمس نور.. الفنان المتصوف الذى ملك روح الفن.. رفع شعار حرية الإنسان.. شخصياته السينمائية قراءة فنية ومراجعة للتاريخ الاجتماعى والسياسى والاقتصادى فى المجتمع العربى نور الشريف وعلا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول مولانا جلال الدين الرومى: "ليس فى العالم خيال دون حقيقة"، وهى المقولة التى تأكد منها نجمنا الكبير الراحل نور الشريف طوال مشواره، حيث دائمًا ما كان يقف على أرضية صلبة لينطلق معها ويحلق فى عالم الخيال ويبدع، أيًا كان شكل الإبداع، لعب كرة القدم فى شوارع "السيدة زينب" ذلك الحى القديم والأصيل، والذى انعكس على كل تفاصيل شخصيته، أو موهبة التمثيل والإخراج أو حتى اكتشاف المواهب والذى برع فيه نور الشريف والذى يمتلك عين خبير الألماظ يعرف الجيد من الرديء ليس ذلك فقط بل إنه يملك رحابة التبنى لتلك المواهب والصبر على إصقالها، وهذا ما تؤكده مكتبته الخاصة الركن المميز للنجم الكبير فى منزله والذى يجلس فيها ليقرأ ويتأمل ومن خطا داخل هذا الركن سيعرف أكثر كيف امتزجت الموهبة بالحس الإنسانى فالجدران المصنوعة من خشب معشق شديد الفنية تضم كلمات لابن العربى وجلال الدين الرومى وغيرهما من المتصوفة، وهو ما يعكس الجهد الذى بذله نور الشريف ليصل إلى ما يعرف بفضيلة الاستغناء من خلال عشقه للتأمل، يتحدث متى كان للحديث ضرورة ،يسمع وينصت أكثر، وتلك عادة منذ أن كان شابًا، كان سلاحه هو الصمت والتأمل فى مواجهة ما لا يرضيه دائمًا.

ويبدو أن الفتى العاشق للكرة والتمثيل، فى شوارع مصر القديمة، كان يدرك ضرورة أن يحلق بخياله، عرف رغم يتمه، أن اللحظة ستأتيه، ويملك الخشبة، سواء خشبة الملعب أو المسرح، كان يعشق الكرة والفن ولكن الشغف الأكبر كان لخشبة المسرح، دخلها وقدم تجربته الأولى الشوارع الخلفية، ومن بعدها انطلق كموهبة واعدة، مع كبار المخرجين، محمد جابر أو نور الشريف هو واحد من نجوم الفن العربى والمصرى، الذى يمتلك تاريخًا شديد الثراء والتنوع، يدرك جيدًا، أهمية ودور الفن، وضرورة التنوع، لذلك فهو من النجوم القلائل الذين نجدهم يمتلكون مشوارًا حافلاً، أفلام تجارية جنبًا إلى جنب مع الأفلام ذات القيمة الفنية، والتى تعد من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية، ومسرحيات ومسلسلات لا تقل تنوعًا، وعمل مع معظم المخرجين، ورغم أنه مخرجا إلا أنه لم يتعال على أحد وكان يترك نفسه عجينة لينة يشكلها المخرج، بدءًا من حسن الإمام ومحمد فاضل وصولاً لداوُد عبد السيد وعاطف الطيب ويوسف شاهين وسمير سيف، وأيضًا من يتأمل وضع السينما المصرية سيجد أن تجربة جيل الثمانينيات هى تجربة شديدة التميز ويصعب تكرارها ليس فقط على مستوى الإنتاج حيث إنها قدمت للسينما المصرية أفضل الإنتاج لمخرجين مثل عاطف الطيب وداود عبد السيد وعلى عبد الخالق وخيرى بشارة ورضوان الكاشف وشريف عرفة، وساهم نور فى إطلاق مواهب البعض وقدمهم وأنتج لهم أولى تجاربهم السينمائية لذلك وكما قال عنه الكاتب الكبير خيرى شلبى عندما قرر أن يصف موهبته "رق الأناء وراقت الخمر.. فتشابها واختلط الأمر.. فكأنما خمر ولا قدح.. وكأنما قدح ولا خمر" وهنا يقصد كاتبنا الكبير أن موهبة نور الشريف تماهت مع الفن وصار كل منهما مرادفًا للآخر، كما أن أى قراءة فنية لسينما نور الشريف، والمرور على ملامح البطل الذى قدمه فى أفلامه التى تقارب ٢٠٠ فيلم إنما هى أيضًا مراجعة للتاريخ الاجتماعى والسياسى والاقتصادى للمجتمع المصرى خلال أربعة عقود، لاحظ تنوع الشخصيات الفتى البرىء المكافح، ضحية الفساد فى بعض الأحيان، أو الفتوة الشعبى أو المواطن المقهور ضحية الانفتاح الاقتصادى والذى يقرر أن يأخذ حقه بدراعه، أو الشاب السياسى الحالم والذى يفرمه نظام ديكتاتورى مستبد لذلك فمراجعة سينما نور الشريف فى جزء كبير منها مراجعة أيضًا للتاريخ السياسى والاجتماعى للحياة العربية بشكل عام.

نور لم يكن مجرد فنان بل هو من أصحاب الرؤى فى الفن والحياة والسياسية، شعاره هو الحرية حرية الإنسان أو كما جاء فى فيلمه "حدوتة مصرية مع المخرج يرسف شاهين لا يهمنى اسمك ولا يهمنى عنوانك لا يمهنى ولونك ولا ميلادك، يهمنى الإنسان ولو مالوش عنوان" لذلك دفع نور ثمنا للكثير من آرائه السياسية والفنية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

رجل نادر

لم ارى فى حياتى شخص فى ثقافة نور الشريف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة