كرم جبر

« فيروس سى » والضربة الجوية!

الأربعاء، 12 أغسطس 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحسن كلام حول تكريم مبارك ما قاله محاميه فريد الديب، بأن الرئيس الأسبق يؤكد أن تكريمه يكون فى وحدة الأمة، والالتفاف حول الرئيس السيسى، وأن ننصرف إلى المستقبل ونبتعد عن معارك الماضى، ومعنى هذا الكلام «اتركوه يعيش فى هدوء»، وأوقفوا الجدل المفتعل بين الكارهين والمحبين، المسألة ليست كذلك، ولا يصح أن نختزل 30 سنة فى حكم مصر، فى الهجوم على مبارك بـ«فيروس سى»، وتخريب الزراعة، واستيراد القمح، والتبعية لأمريكا، وعدم تعمير سيناء، والفقر، والعشوائيات، والدفاع عنه بالضربة الجوية، والمدن الجديدة، ومعدلات التنمية المرتفعة، فمعظم ما يقال «توك شو» وضد الحقيقة، ولا يؤدى إلا إلى التنابز وصراع الديوك. المطالبة بمحاكمة الرئيس الأسبق سياسيًا تفتح الأبواب لهدم دولة القانون، وجر البلاد التى تسترد عافيتها لمستنقع الثأر، فهل يمكن محاكمة زعيم فى حجم عبدالناصر سياسيًا على هزيمة 5 يونيو التى نعانى من آثارها حتى الآن؟، وعن تفتيت الثروة الزراعية ومراكز القوى؟، وهل يُحاكم السادات على إطلاق سراح الإخوان من السجون، والانفتاح الاستهلاكى؟، وغير ذلك من القضايا الخلافية التى تشق الصف، وتؤجج الصراع، وتصرف الأنظار عن التحديات الرئيسية التى تواجه البلاد، وتضع زعماء مصر بمزاياهم وأخطائهم فى مرمى نيران التشويه والافتراء والتمزيق، وتهمل التقييم المبنى على الحقائق والتحليل، فلا نستفيد من دروس الماضى، ما ينفعنا فى المستقبل. مبارك لم يتسلم مصر غنية فأفقرها، ولا متعافية فأمرضها، ولم يفرط فى كرامتها واستقلالها الوطنى، ولم يكن راكعًا لأمريكا، وإلا ما تآمرت عليه، والتقييم الموضوعى هو أن نقدم كشف حساب علميًا دقيقًا، كيف تسلم مصر وكيف تركها؟، بدلًا من الهجوم بالكيلو والدفاع بالكيلو، فالرأى العام الذى ملّ هذه الأسطوانة «المشروخة»، ومبارك لم يسع إلى الزعامة والشعبية والجماهيرية وهو فى الحكم، فهل يحرص على ذلك وهو خارج السلطة؟.. تكريمه الحقيقى هو أن نقيّم فترة حكمه بنزاهة وموضوعية، دون أن نشغّل أسطوانة «فيروس سى»، والضربة الجوية، ويكفيه فخرًا أنه حين أحس بالخطر، سلّم مقاليد الحكم لرجال يعلم أنهم قادرون على حماية الوطن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة