العراقيون خرجوا ليعلنوا رفضهم للطائفية والكراهية والفساد، وخرجوا فى مظاهرات الصيف ليعلنوا «لاسنية ولاشيعية دولة واحدة عراقية»، لقد أنهك الفساد البلد الغنى القوى، كما تضمنت الهتافات «علمانية ومدنية»، الهتاف ليس ضد الدين، لكنه ضد المتاجرة بالدين لنشر الكراهية وسرقة أموال الشعب، العراقيون كل منهم مؤمن بطريقته.
12 عاما من الاتجار فى الكراهية والقتل على المذهب والعرق واللون والاسم فى العراق، اكتشف العراقيون كيف تم استدراج بلادهم إلى حرب كراهية بين المذاهب والعقائد و الأعراق خطوة وراء أخرى، وحتى هؤلاء الذين واجهوا وعارضوا صدام حسين، رفضوا الغزو والطائفية، بنفس القوة.
طائفى قال إن الحرارة المرتفعة فى العراق عقاب للشيعة، ورد عليه وطنى عراقى أن الحر يقتل الشيعى والسنى، الحرب والحر لايفرقان بين المذاهب، ورد: ومارأيك فى الطقس المعتدل بأوروبا؟
دماغ الطائفى ضيقة وغبية، اليوم وخلال شهر يوليو وحتى الآن يهتفون لاشيعية ولا سنية، الطائفية قتلت ودمرت من مقدرات العراق وحولت الشعب الغنى بالأرض والنفط إلى شعب يعانى كل المشكلات الاقتصادية، فضلا عن الإرهاب والفساد، والفاسدون نهبوا ثروات الشعب، لم تنتج الطائفية فى العراق سوى الفقر والموت، والإرهاب يلتهم الكل وليس فقط المسلم السنى والشيعى، إنما الإيزيدى والصابئى، بعد أن كان العراق دائما وطنا يجمع عشرات المذاهب والأعراق فى بوتقة حضارية واحدة.
اليوم يهتف العراقيون فى مواجهة الفساد والفوضى والطائفية، قتلت ملايين بالتفجير والذبح والخطف والاغتيال ولا عراقى يقبل هذا، كان العراق دوما متعايشا طوال قرن كامل لم يظهر هذا الوضع الطائفى كان الصراع سياسيا عسكريا.
عدوى الطائفية والكراهية لاتزال تنتشر فى شبكات التواصل، يمارسها ضيقو الأفق ممن يظن كل منهم أنه وحده المؤمن، والأولى بالجنة، يصنعون جحيما على الأرض، يقتلون عباد الله، والنتيجة داعش والنصرة وعشرات الجماعات الإرهابية الطائفية تتحالف مع فساد ممتد تسرق أموال وثروات الشعب العراقى، وكان على العراقى والسورى أن يختار بين الاستبداد والإرهاب،
الإرهاب وداعش لايفرقون بين سنة وشيعة ولا بين شمال وجنوب، داعش تزعم الدفاع عن السنة وتتقاتل والنصرة وكلاهما سنة.العراقيون يهتفون ضد الطائفية ويرفعون «مدنية علمانية لاسنية ولا شيعية» ويرفضون الطائفية والداعشية والفساد، ويطالبون بدولة واحدة يتعايش فيها الجميع، هو درس العراق، وعلى المقيمين خارجها مراعاة دروس الكراهية والطائفية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة