سهير جودة

أكذوبة «سى السيئ»

الخميس، 13 أغسطس 2015 08:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين مطرقة ازوداجية المجتمع وسندان الثقافة الذكورية تبقى المرأة فى خانة الأنثى ولا تعامل كإنسان، والمجتمع بما فيه المرأة يكيل بمكالين، فالازدواجية سيدة الموقف وعندما تبتلى امراة بمرض استعراض أنوثتها وترضى أن تكون سلعة تباع لمن يقدر فإننا نضعها خارج نص الاحترام وبالتالى تصبح وصمة لأنها اختارت أن تكون سيئة السمعة والسلوك والأداء، ولكن عندما يرتكب الرجل نفس الخطايا والأخطاء فنحن لا نطبق عليه هذه القواعد باعتباره «راجل» وبالتالى فأفعاله غير «مؤثمة» مهما كانت «آثمة» ليستمر المجتمع فى ترسيخ ثقافة رديئة يستغلها هذا النوع من الذكور الاستغلال الاسوأ وخاصة إذا كان يمتلك قدرا من وسامة أو ثروة أو شهرة أو منصب، وهذا الذكر الهمام يفضل اقتناء النساء، والمرأه تساعده فى صنع «أكذوبة سى السيئ» فهى التى تبهر وتشجع وتصدق وهى التى تندم حيث لا يفيد ندم.

هذا النوع من الذكور يجيد القيام بلعبته المفضلة فى أداء دور الصياد وبعد الحصول على الفريسة والتأكد من انتصاره والمباهاة بفتوحاته العاطفية يتركها غير مأسوف عليها لا يهتز ولا يكترث ولا يرى نفسه قاتلا محترفا مع سبق الإصرار والخبرة السيئة، ويبدأ فى البحث عن الفريسة الجديدة، والبعض يجمع بين أكثر من فريسة ويستمتع بتعدد الحبيبات، وعلى المتضررة اللجوء إلى مستشفى العباسية.

هذه الفئة من الذكور تبدو كأنها صنعت من خط إنتاج واحد ولا يدركون أنهم أكذوبة كبرى، ويظنون أنفسهم الأعجوبة الثامنة، وهم عجينة زيف ملوثة، أما المرأة فهى تتواطأ على نفسها حتى لا تعترف أنها صنعت سيادة «سى السيئ» ولم تكن سوى حلقة صغيرة فى مسلسل من حلقات منفصلة يقوم ببطولتها هدا الذكر مدى الحياة، ولكل حلقة قصة وضحية ويستمر المجتمع فى تشجيعه والتصفيق له، وكأن المجتمع يرفع شعار القتل العاطفى حلال لكل ذكر محتال، والذكر ليس عليه أخطاء، وكان هؤلاء الذكور ليسوا بحاجة إلا لدخول مستشفى الأمراض النفسية قسم الحالات الحرجة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة