أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

الحكومة السرية للعالم «1»

الخميس، 13 أغسطس 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن الكبار فى الحكومة السرية للعالم مختلفون اختلافًا حادًا حول طريقة إدارة كوكب الأرض، والتصرف فى أرواح مئات الملايين من البشر الفقراء والمسلمين والأفارقة والآسيويين واللاتينيين، أولئك الذين يشكلون عبئًا كبيرًا على مستقبل الحضارة الغربية السائدة.

وعلى طريقة حروب الآلهة على جبل الأولمب فى الأفلام الأمريكية، تدور حرب عالمية بين الكبار فى حكومة العالم حول مصيرنا على الأرض، هل نموت فى ضربات سريعة أم نموت فى حروب أهلية مصنوعة ومجاعات مصممة بشكل علمى وأوبئة وليدة مختبرات أجهزة المخابرات الدولية؟ هل يمكن أن نندمج فى العالم المتمدن الذى صنعته الحضارة الغربية وخلقت نموذجه الإنسانى المعروف، كآلة عمل ومجموعة من الرغبات الحسية؟!

الصقور فى حكومة العالم فقدوا الأمل فينا نحن نصف سكان العالم غير المنتمين فعليًا للحضارة الغربية، ولذا بدأوا التصرف سريعًا بتوجيه الضربات إلينا للتخلص من أكبر عدد منا خلال ثلاثة عقود، وسلاحهم واضح وفعال ومعلن، الحروب الأهلية، والأوبئة، والمجاعات، ومن خلال هذه القوة الثلاثية يمكن تصفية مئات الملايين فى الحزام المسلم والوثنى حول خط الاستواء فى ثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث يمكن أن يحيا المواطن الغربى بعدها بصورة أكثر أمنا ورخاء، وأقل تهديدا مما هو عليه الآن.

الحمائم فى حكومة العالم مازالوا يراهنون على دمجنا نحن الأغيار الجهلاء الفقراء لدرجة البؤس والمتطرفين بالسليقة، فى النظام العالمى الجديد الذى يعنى إنسانا جديدا يفكر ويحيا ويموت وفق منهج واضح بدون شطحات ولا أساطير ولا أحلام شخصية، ولذلك مثلا يسعى أصحاب شركة فيس بوك إلى إيصال الخدمة التى تجمع مواطنى العالم فى جنة العالم الافتراضى، لأكبر عدد من المحرومين منها فى أكثر المناطق نأيا بالعالم، من خلال طائرات عملاقة بدون طيار وشبكات من أشعة الليزر ومحطات فائقة للبث، وذلك حتى يدخل الكافرون بالحضارة الغربية وقيمها فى الدين العولمى الجديد أفواجًا بدل أن تتخطفهم موجات القتل بالحروب أو الأوبئة أو المجاعات.

العجيب أننا، نحن موضوع الخلاف بين الكبار فى حكومة العالم، لا نلتفت إلى حقنا فى تقرير مصيرنا، هل نختار الموت فى الحروب المفروضة علينا بأنواعها أم الحياة وفق المعايير الغربية المنتصرة؟!
هل نقبل مطالب منظمة العفو الدولية بتقنين الدعارة، وإنهاء تجريم العاملين بها وتسميتها بـ«صناعة الجنس»، أم ننحرف إلى أنواع من الثورات الحمراء والبرتقالية وما يتلوها من حروب دامية بين فصائل المجتمع؟.. أسئلة.. أسئلة.. وللحديث بقية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة