وكان الأسير سببا منذ عامين فى تحويل صيدا اللبنانية لجحيم بعد تشكيله ميليشيات واجهت الجيش اللبنانى، حيث أنشأ حوالى 8 مجموعات مسلّحة تضمّ كلّ واحدة منها من ـ4 إلى 5 عناصر لتنفيذ مهام أمنيّة ضدّ الجيش و"حزب الله"، وشهدت المدينة أعمال عنف أدت الى مقتل 18 شهيدا وحوالى الـ 100 جريح من الجيش اللبنانى خلال مواجهاته مع أنصار الأسير، وكذلك عمل على استخدام شقق صيدا لمخزن للسلاح.
الأسير قاد اعتصامات ساحة الشهداء فى وسط بيروت
وذاع صيت الآسير منذ مناصرته للثورة السورية عام 2011 من خلال سلسلة من الاعتصامات والتظاهرات التى قام بها مع مناصريه ومن أبرزها اعتصام ساحة الشهداء فى وسط بيروت، كما قام بالاعتصام عام 2012 وقطع الطريق الرئيسى الرابط بين الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان مدة خمسة وثلاثين يوما لنزع سلاح حزب الله رافعا شعار انهاء هيمنة الأحزاب التابعة لإيران.
واشتعلت شهرة الأسير بعد خطبة فى مسجد بلال بن رباح الذى أسسه فى العام 1997، وأثار الشيخ بلبلة وضجة فى منطقة صيدا ولكن فى مقابل الانتقادات التى لاقاها والاتهامات التى وجهت إليه من تحريض مذهبى، إلا أنه استطاع استقطاب العديد من الأصوات التى ناصرته فى تحركاته العسكرية والعمليات التى قام بها ضد الجيش اللبنانى.
والده كان شيعى المذهب
ورغم أن الأسير الذى ولد فى 1968 فى صيدا بلبنان عُرف بأنه سنى متشدده وأخذ علومه الشرعية الأولى فى هذه المدينة، إلا أنه نشأ فى "بيت فنى، لم يكن فيه مكان للدين"، فوالده محمد " الشيعى المذهب" كان عازف عود، وتخرج فى برنامج لاكتشاف المواهب.
ولأن حياة الأسير الذى نشأ فى حى "حارة صيدا" وغالبية سكانه من الشيعة، كانت محصورة دائماً فى بيئة بعيدة عن التدين، فإنه تلقى علومه الأولى فى "مدرسة ألكسندرا" التى كانت تديرها الراهبات فى صيدا، ومنها انتقل إلى النقيض تماماً، فأكمل دراسته بكلية الشريعة فى جامعة بيروت الإسلامية، ونال شهادة فى الفقه المقارن، ثم بدأ يعد الماجستير، لكن انشغاله فى المجال الدعوى حال دون حلمه بإكمالها.
ووفقا لحوارات سابقة للأسير فإن أكثر ما أحدث تغييراً فى شخصيتة هو الاجتياح الإسرائيلى للبنان فى 1982 وجعله يبتعد عن الجو الفنى فى بيته، فقد ذكر أنه بدأ يفكر بعد الاجتياح وحرب شرق صيدا وسقوط العديد من القتلى، وانشغل بالحياة والموت، وأراد التعرف إلى الأديان، فعانى من أهله الذين رفضوا الفكرة "ليس لأنهم ضد الدين، بل لأنهم كانوا خائفين من كل شىء اسمه أحزاب"، ثم التزم الأسير دينياً وبعد أشهر قليلة التحق بـ"الجماعة الإسلامية" وأمضى 4 سنوات فى صفوفها، قبل أن ينضم إلى "عمل الدعوة والتبليغ" وهى مجموعة غير حزبية تقوم بجولات للدعوة فى الداخل والخارج "ولا تتدخل فى السياسة".
وأسس الأسير مع مجموعة من إخوانه مسجد بلال بن رباح بمنطقة عبرا فى مدينة صيدا وكان مسجدا صغيرا فى مساحته ثم تمت توسعته فى السنوات اللاحقة نتيجة الأعداد المتزايدة لرواده، وحرص منذ البداية على أن يكون المسجد على نهج الكتاب والسنة، يعتمد فى تمويل نشاطاته على تبرعات المصلين والمحبين، غير مرتبط بأى جهة سياسية أو حركة دينية، إلى أن تطور الحال بأنصاره وصولا لأحداث العنف بصيدا فى 2013 والتى انتهت بالحكم عليه و54 آخرين بالإعدام.
وانتهى الحال بهروب الأسير الذى لجأ الى "نيولوك" للتخفى عن أعين الجيش اللبنانى، حيث اعترف أحد المقربين منه عقب القبض عليه الشهر الماضى أن الشيخ الهارب يتنقّل حاليا بين صيدا وعدد من المناطق اللبنانيّة، حليق الذقن وهو يرتدى ملابس غير دينية ويضع قبعة على رأسه حيث باتت خصلات "شعر الشيخ" تنسدل على كتفيه، إلى أن تم القبض عليه صباح اليوم.
اضافة..
وذكر مصدر أمني لبناني أن الإرهابي اللبناني الهارب أحمد الأسير الذي ألقي القبض عليه في مطار بيروت اليوم قام بتغيير مظهره الخارجي ليتسنى له الهروب خارج لبنان.
وأوضح المصدر - في تصريح أن أحمد الأسير كان يرافقه شخص آخر ، وأنهما كان يحملان جوازي سفر باسم رامي عبد الرحمن طالب وخالد صيدانى.
موضوعات متعلقة..
- وكالة الأنباء اللبنانية: أحمد الأسير كان ينوى الهروب لمصر بجواز سفر مزور
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة