لكل جيل لغة ولكل عصر روح ولكل طبقة مفردات حتى لو جمعهم الزمان والمكان، والسينما وأفلامها من المفترض أن تعبر عن زمانها، والأهم أن تتحدث ببعض من لغة من تحكى عنهم، وأقول بعض وليس كل، ومن هنا سيبدأ حديثى عن فيلم «ولاد رزق» الذى يعرض حاليا ومنذ العيد، واستطاع أن يتصدر الإيرادات وينافس محمد رمضان بطلاً من أبطال أفلام الأعياد، قد يعتبر البعض أن لغة فيلم ولاد رزق لغة متجاوزة وقد لا تفهم بعض الأجيال والثقافات إشارات متجاوزة فى هذا الفيلم، ولكن يظل «ولاد رزق» فيلما واقعيا مناسبا لعصره وجيله فأبناء هذا الجيل الشاب يفهمونه ولا يرون فيه تجاوزا وهم غالبية رواد السينما لأنهم يتحدثون لغته، ثم إن الكاتب قدم، وهو الأهم فى بناء أى فيلم، لغة حوار مناسبة ليس فقط للزمان ولكن للشخصيات التى رسمها.
فيلم ولاد رزق كتبه صلاح الجهينى، وهو كاتب لم يقدم إلا فيلماً واحداً سابقاً لم يلتفت إليه أحد وهو 30 فبراير، بطولة سامح حسين. وفى «ولاد رزق» يحكى عن أربعة أشقاء من طبقة فقيرة أيتام رباهم أخوهم الأكبر بالتحايل على الفقر والظروف وبالنصب، وحين يقرر الأخ الأكبر أن يتوب عن النصب وينفصل عن إخوته يضطره حادث للعودة مرة أخرى لكى يظل حامى الأخوة، قدم الكاتب أحداث الفيلم فى صورة مشوقة لها روح وأضاف طارق العريان مخرج الفيلم روحا أخرى بعد غياب طويل عن السينما، ثم أتى أبطال الفيلم أحمد عز وعمرو يوسف وأحمد الفيشاوى وأحمد داوود وكريم قاسم ومحمد ممدوح ليضيفوا للفيلم قلباً نابضاً بالروح، وتضافرت كل عناصر الفيلم من ديكور وموسيقى وتصوير وحتى صوت أصالة فى نهاية أحداثه لأن يخرج المشاهد من هذا الفيلم وهو ممتلئ به وبأحداثه، ولا يشعر أن صناعه ضحكوا عليه أو خدعوه.
ولاد رزق فيلم ذكى جيد الصنع به روح غربية تميز أفلام طارق العريان، ولكنه استطاع هذه المرة، على عكس أفلامه السابقة، أن يغازل جمهور المولات كما جهمور الترسو، هناك الكثير الذى أستطيع أن أقوله فى هذا الفيلم ولكن للمساحة حدودا، وعود على بدء أنا من جيل لم أستطع أن أفهم كل لغة الفيلم كما فهمها أبنائى فسألتهم لم يضحكهم ولم يضحكنى وعم تغامزوا عنه ولم أفهمه لأننا أحيانا نتعلم من أبنائنا وده مش عيب.