قرأت ردود الأفعال الرسمية من وزارة الخارجية على تقارير منظمة «هيومان رايتس ووتش»، ومحطة الـ«سى إن إن» الأمريكية بشأن الأوضاع الأمنية فى مصر أو بمناسبة مرور عامين على إنهاء اعتصام الإخوان وأنصارهم فى رابعة والنهضة. الرد الرسمى جاء متوقعا فى لغته ومصطلحاته كالعادة فى مثل هذه المناسبات وكأنه إعادة إنتاج للبيانات السابقة مع تغير الأشخاص والمؤسسات أو الصحف والفضائيات التى تهاجم وتنتقد الأوضاع فى مصر، دون تغيير فى لغة الخطاب التى تناسب الإعلام الغربى لتوضيح الحقائق والمفاهيم وإزالة الالتباسات حول الأوضاع فى مصر، وأظن أننا فى كل مرة سوف نقرأ نفس البيان أو الرد الرسمى على «منتقدى الأوضاع فى مصر» من المحطات والصحف العالمية أو المؤسسات الحقوقية ووضعها فى خانة الأعداء دون التفكير فى منهج تعامل مختلف مع تلك المؤسسات أو الصحف والأشخاص المؤثرين والفاعلين فيها.
هناك واقع قد نرفضه ونستنكره ونكرهه فى بعض وسائل الإعلام الغربى فى أوروبا وأمريكا وتكاد لا تتجاوز 6 أو 7 صحف ومحطات تليفزيونية، ولكن علينا أن نتعامل معه بلغة العصر وبأدوات مختلفة تتلاءم مع العقلية الغربية.
مازلنا نسكن فى مربع «رد الفعل» فى التعامل مع الإعلام والسياسة الخارجية ولم نفكر ونخطط حتى الآن للانتقال إلى مرحلة «الفعل»، ومازلنا نتعامل «على قديمه» فى تحسين صورة مصر فى الداخل وليس فى الخارج، فالبيانات تصدر وكأنها تخاطب الرأى العام الداخلى وليس الخارجى.
ومع تقديرى الشخصى للنيات الطيبة للخارجية وهيئة الاستعلامات فى رد الفعل، لكن هذه الطريقة لم تعد تناسب وتلائم عصر «التسويق السياسى»، والاتصال والتواصل الشخصى وتوظيف كل الأدوات الرسمية وغير الرسمية فى الخارج لتوضيح الحقائق، وكسب مواقف الجهات الإعلامية المعادية لصالحنا أو تحييدها على الأقل، ومن الظلم البين أن نحمل مسؤولية تحسين صورة مصر أو توضيح ما يجرى فى الداخل لهيئة الاستعلامات فقط، فكل المؤسسات مدعوة للعمل بروح الفريق الواحد، للتواصل مع الخارج.
إنشاء قناة فضائية عالمية باللغة الإنجليزية، أمر مطلوب بعد دراسته بشكل جدى، لكن الأكثر واقعية أن نشجع رجال الأعمال للدخول للاستثمار فى الإعلام الخارجى، حتى ولو بشراء محطات وصحف. المطلوب التفكير خارج الصندوق والانتقال من مرحلة رد الفعل إلى الفعل.