كل يوم .. وفى وقت الفراغ لدى لا أجد سبيلا سوى الحاسوب لكى أقضيه عليه.. لا أنكر أننى أقضى عليه وقتا بالساعات يفوق ذلك الذى أقضيه مع أسرتى كغيرى من أبناء الجيل الواحد والذى أنتمى أنا إليه .. وهو ذلك الجيل الذى على أعتاب العشرين فما تحت وما فوق ببضع سنوات ..
وفى الفترة الأخيرة ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعى ..أصبحت بالنسبة لنا كالبيوت بل أكثر من ذلك للحد الذى يمكنك إذا أردت معرفة شخصية أحد منا يمكنك بسهولة أن تحصل عليها من خلال متابعتك لنشاطه على تلك المواقع لتتوصل من خلالها إلى جل إهتماماته ومفاتيح شخصيته ومسار تفكيره وتوجهاته التى تتضح من خلال ما يكتبه وما يتابعه وما يقوم بتشييره أو إعادة نشره..
وإذا تحدثت عن نفسى .. هناك موقع من تلك المواقع يدعى الSound cloud أو الساوند كلاود.. ذلك الموقع بات كالكنز بالنسبة لى منذ أن اكتشفته وأصبحت نشيطة عليه.. ذلك الموقع من يرتاده يقومون بمشاركة ما يدعى بالتراكات وهى عبارة عن مقاطع صوتية لأغانى ومقاطع دينية وشعر وقرآن ومقاطع موسيقية وكذلك بعض النثر.. أى أنه يمكنك بمجرد إرتياده أن تستمع لما تريد فقط بلعب ما تريده من تراكات..
ولكن ما جعله مثير بالنسبة لى أو كما أسميته سالفا كنز.. هو تلك المقاطع النادرة صعبة المنال والتى يمكنك الحصول عليها بسهولة بالغة على ذلك الموقع والاستمتاع بها متى تشاء .
وفيما يتعلق بى هناك بعض التراكات التى حينما ألعبها لا تتركتى سوى بعد تكرار لعبها عشرات المرات لعدة أيام متواصلة.. وكأنها كالأيام التى تمر علينا دون تغيير وكأننا أدمنا التكرار بعد أن اعتدنا عليه.. خوفا من المستقبل المجهول الذى لا نعلمه والذى ليس له ملامح واضحة والتى يمكنها أن تطمئنا بأن القادم أفضل كما التراك التالى تماما..!!
ولكن مشكلتى هنا أن أبى لا يعرف كثيرا عن مواقع التواصل الاجتماعى .. وأكاد أجزم بأنه لا يعرف الساوند كلاود بتاتا..
لذلك هو لا يعرفنى أنا .. ولا يعرف ذلك التراك الذى ألعبه لعشرات المرات بتكرار لا جديد فيه فقط لأننى اعتدت عليه كما الروتين تماما..
مثلى كباقى أبناء جيلى الذين لا يعرف آباؤهم عنهم شيئا .. كما التراكات التى يلعبونها فى حياتهم كل يوم تماما...!!!
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة