داعش يذبح الليبيين، ويحرق المستشفيات، ويقطع الرؤوس، ويصلبهم.. مئات الليبيين يواجهون الإبادة والحرق والصلب من تنظيم داعش، والعالم يتفرج.. حلف الناتو والمجتمع الأممى دمرا ليبيا بدعوى حماية أرواح الليبيين من القذافى، وسمح بتدفق السلاح والمرتزقة من كل أنحاء العالم، ويتفرج على عصابات تمارس الإبادة كأنها تجرى فى عالم آخر، بينما يصر على فرض حظر تسليح الجيش أو الحكومة، مع أن الخطر أعلى، والليبيين أولى بالحماية من تنظيمات المغول الجدد.
العالم يصر على منع السلاح عن الليبيين فى وقت يتدفق فيه السلاح والمال على الإرهابيين فى أنحاء ليبيا، ولم تصدر حتى تقارير ترصد أو تبدى الدهشة من عمليات القتل والحرق التى تدور علنًا، ولا أى أثر لمنظمات «هيومان رايتس» التى تراقب قتل الإنسان، وتتجاهل حقوقه فى ليبيا.
شهود عيان فى مستشفى ابن سينا فى سرت كشفوا أن قوات داعش نفذت عمليات إعدام جماعية لنساء ورجال من أبناء قبيلة الفرجان، تم إطلاق الرصاص عليهم فى الرأس.. داعش أحرقت المستشفى الميدانى بالحى الذى تسكنه القبيلة بمن فيه من جرحى.. زعيم أنصار الشريعة التى بايعت داعش، حسن الكرامى، فى سرت توعد كل من يقف مع شباب قبيلة الفرجان من سكان الحى رقم 3 بهدم بيوتهم وصلبهم.
رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثنى وصف ما تتعرض له مدينة سرت على أيدى داعش بجرائم الإبادة، وانتقد مجلس الأمن الذى يحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، ويرفض الاستجابة لمطالب الحكومة المتكررة لردع هجمات داعش.
السفير عاشور بوراشد، مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية، قال: «إن الغرب ترك الشعب الليبى وحيدًا ليواجه الإرهاب بمفرده، وتُرتكب ضده المجازر، وتُسفك دماؤه، والعالم لا يقف متفرجًا فحسب، بل يمنع عن الليبيين وسائل الدفاع والردع ضد هذا التنظيم، عبر استمرار حظر السلاح عن الجيش الليبى»
الأمم المتحدة تقول إنها ترعى اتفاقًا للخروج من الأزمة، وقعت عليه الأطراف المحلية، ما عدا جماعة طرابلس «المؤتمر الوطنى، وفجر ليبيا»، وربما قبل أن تصل إلى اتفاق يكون تنظيم داعش أنهى السيطرة على سرت ومناطق أخرى.. الأمم المتحدة تسمح للمرتزقة بالقتل والتوسع، وتمنع الليبيين من المقاومة.
سفير ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، قال فى بيان: «أريد أن ألفت انتباه مجلس الأمن إلى الوضع الأمنى والإنسانى الخطير فى مدينة سرت، بسبب الجرائم غير المسبوقة التى يرتكبها تنظيم داعش ضد سكانها، وانتهاكات حقوق الإنسان التى يرتكبها التنظيم».
الليبيون يتعرضون للإبادة، والأمم المتحدة ومجلس الأمن يراقبون حقوق داعش، بينما يتجاهلون مجازره البربرية ويحمونها.