الفتاة العربية ترفع شعار "مشاركة.. تنمية.. إبداع" فى القاهرة

"مشاركة.. تنمية.. إبداع" شعار عكس المضمون الذى اجتمعت حوله وفود فتيات عشر دول عربية على مدى سبعة أيام فى مصر بالملتقى الأول للفتاة العربية، الذى نفذته الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية بوزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع المنظمة العربية للمرأة، لمناقشة التحديات التى تواجه الفتاة والمرأة العربية فى المجتمع.

وعلى بعد عدة أسابيع من هذا الملتقى يشهد العالم عقد محفل دولى فى شهر سبتمبر المقبل بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، ليضع أولويات التنمية المستدامة لما بعد عام 2015، ويعتمد سبعة عشر هدفا جديدا للتنمية من بينها هدف مستقل يعنى بتحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة، مما دعا لجنة المرأة العربية بجامعة الدول العربية التى يشارك فى عضويتها كل الآليات العربية المعنية بالمرأة وتمثل أحد أهم آليات الجامعة لوضع خطة استراتيجية لتنمية المرأة العربية ما بعد عام 2015 بناء على إعلان القاهرة للمرأة العربية الذى تم إطلاقه فى العام الماضى.

وجاءت دعوة منظمة المرأة العربية ووزارة الشباب وجامعة الدول العربية لعقد ملتقى عربى للفتيات لتعكس الإيمان بأهمية دورهن فى تحقيق التنمية الشاملة، وتوعيتهن بأهمية إطلاق مبادرات شبابية لخدمة قضايا التنمية فى الوطن العربى عبر الانضمام لشبكة أصدقاء منظمة المرأة العربية، لكى يصبح لدى الفتاة العربية منبرا تكافح من خلاله عن حقها فى الحياة، وتساهم عبره فى تغيير رؤية المجتمع العربى للفتاة ودورها، بل رؤية الفتاة لذاتها وحقوقها خاصة حقها الثابت فى الحفاظ على كرامتها وحقوقها الإنسانية.

تنقلت أعمال الملتقى ما بين محافظات: القاهرة، والإسماعيلية، وشرم الشيخ، وكانت جلسته الافتتاحية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بحضور الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وممثل عن المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، والسفيرة مرفت تلاوى المدير العام لمنظمة المرأة العربية ونخبة من الوفود العربية رفيعة المستوى.

ما طرحه العربى فى الجلسة الافتتاحية للملتقى أكد أن المرأة والفتاة العربية تواجه تحديات جسيمة فى الدول التى تعانى من ظروف عدم الاستقرار والنزاعات والحروب، وما يواكبها من اضطرابات وتهديدات تعصف بثواباتنا وثقافتنا العريقة التى تعزز مكانة المرأة فى المجتمع، مشددا على أن المرأة الفلسطينية تواجه عدوا إسرائيليا غاشما يهددها بشراسة.

وما أكدت عليه السفيرة مرفت تلاوى من أهمية دور المرأة والفتاة العربية فى الحفاظ على الأمن القومى وتحقيق التنمية الشاملة يعكس الأهمية البالغة التى توليها منظمة المرأة العربية من أجل مشاركة المرأة العربية فى تحقيق الأهداف الكبرى التى من شأنها أن ترتقى بالمجتمع العربى كافة، موضحة أن شبكة الشباب أصدقاء منظمة المرأة العربية تهدف لإعداد قيادات شبابية جديدة وإتاحة الفرصة للشباب العربى للتعبير عن رأيه فى القضايا المطروحة.

موضوعات ساخنة تمت مناقشتها على مدى أربع جلسات عمل تناولت موضوعات "المرأة والأمن القومى" وتحدث فيها الدكتور معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وجامعة ميتشيجان الأمريكية، و"المرأة والإعلام" تناولتها بالبحث والمناقشة الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام الأسبق والدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، و"المرأة والتنمية" وتحدثت عنه الدكتورة يمن الحماقى أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس، و"آليات صنع المبادرات ودورها فى تنمية المجتمع" وتحدث فيه الدكتور محمد عبد العزيز المدير التنفيذى لمؤسسة اسمعونا.

وقدمت جميع الوفود المشاركة عروضا تقديمية حول أهم المبادرات الشبابية والنسائية التى ساهمت فى تنمية المجتمع والنهوض بالمرأة، تضمنت تلك العروض أهداف تلك المبادرات ونتائجها عبرت عن وضع المرأة فى المجتمع أو عن المعاناة التى تواجهها المرأة العربية.

ثم جاءت توصيات الملتقى لتطالب بأهمية التأكيد على كون المرأة العربية تمثل خط الدفاع الأول لحماية الأمن القومى العربى، وكذلك التأكيد على دورها كشريك أساسى وفاعل فى التنمية، والتشديد على ضرورة الارتقاء بلغة الإعلام وأن يكون الخطاب الإعلامى أكثر سماحة، ومناشدة الإعلام لتبنى قضايا المرأة والتصدى للأفكار الهدامة فى المجتمع العربى.. وضرورة توفير مناخ ثقافى واجتماعى مضاد لممارسة العنف ضد المرأة.

كما شدد المشاركون على أهمية العمل على تجديد الخطاب الدينى وأهمية توحيد طرق احتساب المؤشرات وقواعد البيانات العربية حتى تكون أسس المقارنة واضحة بين تلك الدول، وأهمية التشبيك بين المبادرات الشبابية والمؤسسات المعنية داخل الدولة لتحقيق الأهداف المنشودة.