الشعب القطرى على المستوى العام من أطيب الشعوب وأرقاها، وهم مثل غيرهم من الشعوب العربية يتميزون بالحس القومى والتدين والكرم ويكرهون الاستعمار بكل صوره القديمة والحديثة، وعندما يتطلعون للمستقبل ينشدون أن يحققوا تطورا وازدهارا استنادا إلى تاريخهم وموقعهم الجغرافى فى الخليج، دون أن يخطر ببالهم أن يكون ذلك على حساب أشقائهم العرب أو عبر التعاون مع أعداء الأمة التقليديين.
ما يؤمن به ويتبناه عموم الشعب القطرى شىء وما يعتقده ويمارسه أفراد عائلة «آل ثانى» الحاكمة شىء آخر، فمنذ انقلاب الشيخ حمد بن خليفة على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثان عام 1995، واتخذت سياسات قطر الصغيرة على الخليج منحى مختلفا فى علاقة الإمارة الصغيرة بأشقائها فى الخليج والعرب عموما، فقد تبنت سياسة حمد بن خليفة الاستناد والاحتماء بإسرائيل كأقصر طريق لتدعيم العلاقات بالولايات المتحدة، وبالفعل ارتضت الدوحة فى عهد حمد بن خليفة أن تكون مخزن السلاح الأمريكى وأحد الأدوات المنفذة لسياسات واشنطن بشرط الإبقاء على أسرة حمد فى السلطة وعدم السماح بإنجاح أى انقلاب جديد على الأمير الجالس فى القصر.
وفى هذا السياق اعتمد حمد بن خليفة منهج الحرب على أشقائه بواسطة الإعلام الموجه، فكان إنشاء قناة الجزيرة أول منبر عربى يستضيف شخصيات ومسؤولين إسرائيليين للدفاع عن سياسات تل أبيب الاستعمارية ضد الفلسطينيين، كما تولت القناة عبر برامجها المختلفة استبدال غزة بالدولة الفلسطينية وحماس بكل فصائل المقاومة الفلسطينية حتى تسهم فى إعداد الأذهان العربية لاستقبال الحل الاستعمارى الإسرائيلى للقضية الفلسطينية.
ولم يتغير الحال فى أروقة صناعة السياسة بالدوحة بعد الانقلاب الأبيض الذى قاده الأمير تميم بن حمد على والده حمد بن خليفة بمساعدة والدته الشيخة موزة بنت ناصر، وأسفر عن توليه الحكم رسميا فى يونيو 2013، وما تلاه من اعتقال 17 فردا من الأسرة الحاكمة رفضوا هذا الانقلاب الناعم بتهمة محاولة الانقلاب على الحكم فى البلاد
أما قصة الكراهية المعلنة بين تميم بن حمد ووالدته موزا بنت ناصر لثورة 30 يونيو والإدارة المصرية، فهى قصة عامرة بالتفاصيل والمعلومات، ويكفى أن نعلم أن الحملات المأجورة للهجوم على مصر وتشويه إنجازات الإدارة المصرية فى الصحف الغربية بتمويل قطرى كامل، فما هى الأسباب الخفية وراء هذه الكراهية والألعاب الصغيرة الفاشلة المفضوحة؟
للحديث بقية إن شاء الله.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة