هذه المرة الألف بعد المائة التى نتحدث ونصرخ ونبكى ونستعطف ونسترحم مسؤولى الدولة المصرية، سواء رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب أو وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز، أن يتحركوا لوجه الله والوطن تجاه كشف الفساد المنتشر كسرطان وأكثر فى جسد الرياضة.
على فكرة الفساد مش بس فى سرقة الفلوس.. إنما أيضًا بالفشل والمحسوبية والإهمال والبزنسة وكل قاموس التخلف.
علشان كده مفيش أى سبب لهذا الصمت الرهيب للحكومة رئيسًا ووزيرًا على ما يدور.. لأنهما بكل أمانة من البلد دى أصلًا، وقبل يناير ويونيو كانا مواطنين عاديين، يمكن القول إنهما صالحان أيضًا، وإحنا عارفين كل البلاوى وكانو بيشكوا منها، والأغرب كنا معاهم فى مرحلة ما قبل الوزارة بنحلم ونقول: ياااه لو حد منكم ييجى فى الحكم أظن يطهرها ما انتو عارفين كل حاجة!
معالى رئيس الوزراء.. سيدى الوزير.. إلى متى الصمت هل يعجبكما ويرضيكما أن تترك بعثة مصرية فى الشارع، مش هنقول بنات ولا أولاد، إنما هى بعثة مصرية حتى لو كانوا فى سن الأربعين، وبعد ثورتين وفى وجود رئيس أكد أن المصريين هيتحملوا أى حاجة مقابل الكرامة وأن محدش يهينهم ولا يشعرهم أنهم أقل من أى بلد ولا أى بشر؟
يعنى إيه، معالى رئيس الوزراء، أن بعثة مصرية فى طريق عودتها تقف معلقة على تأشيرة ناقصة أو تذاكر بدون تقديم حجز؟.. ولن نقبل أن يقول المسؤولون دى غلطة اتحاد الدولة أو الدولة المنظمة أو خالتى الحاجة، لأن بالعربى الفصيح دى إهانة.
لن أذكّرك، رئيس الوزراء.. بما حدث ويحدث خلال الشهور الماضية من وقائع فساد باتحادات وأندية ومراكز شباب وهيئات وحتى الأولاد اللى بيلعبوا سبع طوبات، ببساطة لأن ما حدث هذه المرة يدعو لفتح كل الملفات المسكوت عنها.
النداء القادم لرئيس الدولة.. سئمنا أن هنا من هم أقوى من الدولة، أو أن الحكاية محتاجة حلول تانية خالص.. للصمت حدود.
رحل جمال مكاوى- رحمه الله- الأخ الذى لم تلده أمك.. والصديق الوفى، وقيل هذا وذاك الصحفى الذى احترم قيمة القلم، فاحترمه العامة والخاصة، ودانت له مقولة إن الخدمة فى بلاط صاحبة الجلالة تحتاج لأكثر حتى من فكرة «العدالة معصوبة العينين».
¿ الآن الاعتذار واجب لروح هذا الزميل الطاهرة، فلم تكون أبدًا «الجماعة الصحفية» عند حسن ظنه بعد رحيله عن عالمنا، فلا أعرف كيف غاب الكثيرون عن وداع واحد من أطهر وأشرف الذين أمسكوا بالقلم.. الأمانة والحق مثّلهما مكاوى رحمه الله.